مشاهد فضائية في رمضان | اليوم هو آخر اثنين في رمضان، ولا أقصد معارضة برنامج الشيخ سلمان العودة الذي كان بعنوان (أول اثنين)، واليوم برنامج الشيخ (حجر الزاوية) هو الأكثر مشاهدة، ومع أني لم أتابع إلا القليل منه إلا أني أعتقد أن العودة يستحق ذلك فهو إنسان مجد ومجتهد ومجدد، وهو أيضا ذكي وموهوب، إضافة إلى أن فريق البرنامج يشكل عاملا أساسيا في إنجاحه، لذلك لا يمكن تجاهل ما كتبه الزميل عبد الله المغلوث من ثناء على مقدم البرنامج.
القناة نفسها لها دور في اهتمام الناس بأي برنامج، فهي قناة تمتلك جماهيرية واسعة، وإن كنت أتمنى - ويشاركني كثيرون هذه الأمنية - أن تساهم هذه القناة في الحفاظ على نقاء الفطرة وبراءة الطفولة، فتحذف الكلمات الخادشة للحياء التي تأتي في سياق بعض الأفلام الأجنبية أو حتى العربية، ولنا في برنامج د. فيل- مثلا - أسوة، فهو يحذف الكلمات النابية احتراما للذوق العام، وبمناسبة رمضان كنت أتمنى ألا تعرض القناة أي مشهد مخل بالحياء وقت الإفطار، وخصوصا أنه الوقت الذي تجتمع فيه الأسرة كلها، والحقيقة لم يزعجني سوى مشهد واحد يأتي في سياق الإعلان عن برنامج لأنثى- لا أستطيع أن أقول امرأة ولا سيدة - ولا أدري في الحقيقة ما هو مضمون برنامجها وهل هي مذيعة حقاً أم ... (اللهم إني صائم)!.
على نفس القناة كان برنامج "خواطر" أفضل من السنوات السابقة، وهذا يجعلني أقر للأخ أحمد الشقيري بالاجتهاد والذكاء وإن كان بحاجة إلى تطوير في لغة الجسد والإيماءات ونبرة الصوت ونبذ شخصية الواعظ التي يعود إليها أحيانا دون شعور، عدا أني لم أفهم إلى الآن مغزى تركيز الكاميرا أحيانا على جزء من وجهه أو فمه أو زر ثوبه مما يشتت انتباه المشاهد، وإن كان ذلك مما يمكن التسامح معه مقابل أننا اطلعنا على شعب قام من تحت الأنقاض فبنى لنفسه حضارة، ويحسب للشقيري جرأته في الحث على الاقتداء بهذا الشعب رغم أنه يعتنق الديانة البوذية، خصوصا أن كثيرين منا يكادون لا يعترفون بالديانات السماوية الأخرى فما بالك بغيرها!
أجمل برنامج مسابقات كان "أم حديجان" ولا يضاهي الإبداع في حركات الدمى ثلاثية الأبعاد سوى إبداع الفنان عبد العزيز الهزاع الذي يقوم بأداء أصوات الممثلين كلهم، ولو كنت أشترك في برنامج مسابقات لاشتركت به لما لشخصية أم حديجان القوية من قدرة على الجذب، فهذه هي المرأة في البيئة السعودية الأصيلة.. امرأة لا تنهزم ولا تستسلم بل تنهي إخفاقاتها بابتسامة وسؤال.
" أم الحالة " ما هو؟ هو فن جديد شبابي ملفت للانتباه، فخلال خمس دقائق يقدم لنا العمل رسالة عن هموم الشباب أو مشكلات المجتمع بروح نكتة ومواقف ساخرة، وإن كنت أرجو أن يتم تلافي الكلمات النابية في حال استمر البرنامج في رمضان المقبل فالفن رسالة وليس فقط للإضحاك.
أما طاش ما طاش فقد كانت أغلب أفكار حلقات المسلسل جديدة، وبعضها جريء كحلقة التحويل عندما قام شاب بعملية تحويل الجنس تبعا لنصيحة الطبيب، لكن المعالجة تنقصها المواقف المتصاعدة بدراميتها أو كوميديتها حتى نصل للحبكة، وعموما الروح الكوميدية مفقودة في طاش هذا العام، عدا أن الإضاءة تتحول إلى ظلام في كثير من المشاهد بدون سبب، والصوت يكاد يصبح بلا صوت في بعض المرات، وكمية المكياج التي وضعتها على وجهها بعض الممثلات في مواقف تستدعي العكس، كمشهد المرأة التي ذهبت إلى صاحبها القديم لتوقفه عن تهديده بتدمير حياتها مع زوجها، لم يكن مناسبا لامرأة أعدت نفسها لجريمة بل لامرأة ذاهبة إلى حفلة راقصة، وهذا غيض من فيض ما يقال عن طاش هذا العام، مع احترامي الشديد للسدحان والقصبي، ومع الأمل بأن طاش بلغ سن المراهقة (السادسة عشرة) وأنه سوف يصل إلى النضج قريبا!
لا أعرف شيئا عن المسلسلات الأخرى في القناة فأنا أنظر إلى التلفاز وقت الإفطار وما حوله فقط، وقد أفتحه بعد صلاة التراويح، على قنوات أخرى، ولقد تابعت على قناة اقرأ حلقتين من برنامج ذكريات، إحداهما مع الدكتورة الأزهرية سعاد صالح والأخرى مع الداعية المحترم عبد الإله فدعق، ولفت نظري "الزوم" الذي وجّهه رجل الكاميرا على وجه الداعية عندما نزلت دمعة من عينه لدى ذكر والده - رحمه الله - ولا أدري هل هو استجداء لعواطف الناس أم استغلال للحظة حزن الرجل على والده؟ على كل حال فإن الداعية الفاضل كان كريم الأخلاق سواء عندما اتصل هاتفيا بزوجته واحترم رغبتها بعدم الظهور في البرنامج أو عندما وضع مريول الطبخ بتواضع موضحا أنه لا يتوانى عن مساعدة أهل بيته، فليت لدينا منك يا فدعق الكثير، لأن ما يلزمنا حقا هو التواضع!
على قناة الرسالة رأيت الدكتور طارق السويدان في حلقة واحدة أخطأ فيها، فالمقولة الصحيحة هي: عقول تناقش المبادئ وعقول تناقش الأشخاص وعقول تناقش الأشياء، أما السويدان فقد أعطى العقول التي تناقش الأشياء مرتبة وسطى، وبذلك انحرف عن المقولة المشهورة، وبنى شرحه كله على الخطأ، وإن كان من عادة البشر الخطأ فإن أخطاء الكبار تكاد لا تغتفر!
أما من مثّل القصص القرآني وقصص الصحابة وأعاد تفسير القرآن بنفس الطريقة التقليدية فإنه لم يأت لنا بجديد، ولذلك كان برنامج "الإسلام منهج حياة" على قناة اقرأ بمثابة اكتشاف، وليتني تعرفت إلى الدكتور محمد راتب النابلسي من قبل، فهو يتكلم عن المقاصد الكبرى للدين وينصح بعدم الاهتمام بالفروع على حساب الأصول، ولعلنا نفهم جيدا ما يقول! |
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ
دروس الروحه على الرابط التالي
|