الموضوع: أي شخصية أنت ؟
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-10-2010, 05:03 AM
الصورة الرمزية حفيدة المصطفى
حفيدة المصطفى حفيدة المصطفى غير متواجد حالياً
مشرفة عالم حواء
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 901
المواضيع: 88
عدد الردود: 813
افتراضي أي شخصية أنت ؟

أي شخصية أنت ؟

الاضطرابات النفسية مسألة صحية عالمية خطيرة ومقلقة، ويصاب بها الناس على اختلاف أعمارهم ، وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية



أنواع شخصيات الناس متعددة ؛ فمنها (الشخصية السوية)، ومنها (الشخصية غير السوية)، والأولى نقيض الثانية ، والثانية صاحبها غريب في تفكيره وتقويمه وتقييمه ، مشاعره

تتراوح بين طرفي الزيادة والنقص ، لا يضبط ذاته ، ولا يفهم حاجاته ، ولا واجباته ، فهو ـ كما يقول مختصو الطب النفسي ـ إما أن يكون فصاميا ـ Schizophrenia ـ، أو

شبه فصامي ، أو شبه فصامي، أو حادا، أو هائجا ـ Hysteria ـ أومختالا ـ Narcissism ـ أو إجراميا ـ Psychopath ـ أسوأ أو من أسوأ أنواع الشخصيات ـ ، أو

مكتئبا، أو تجنبيا ، أو متسلقا ، أو موسوسا ، أو عدوانيا ، أو محبا لتعذيب غيره ـ Sadism ـ ، أو محبا لتعذيب نفسه ـ Masochism ـ وغيرها . وهذه الاضطرابات

الشخصية، وهذا التداخل بينها ـ كما يضيف المتخصصون النفسيون ـ يلزمنا بالتصدي للمشاكل الصحة بعمومها ، والصحة النفسية بخصوصها ـ بالمناسبة غدا يحتفي العالم باليوم

العالمي للصحة النفسية ؛ / 11 تشرين الأول = أكتوبر.

لقد درس الأطباء المسلمون القدامى الطب اليوناني ، ودرسوا الفلسفة اليونانية في الآراء الأخلاقية ، وما يتعلق بالصحة النفسية، وقوى النفس وفضائلها ، وبنى المسلمون على ما

تلقوه من أفلاطون وأرسطو وغيرهما كتبا متعددة في صحة النفس ، فكتب فيلسوف العرب الكندي (رسالة في الحيلة لدفع الأحزان)، وكتب الرازي (الطب الروحاني) ، وأثبت فيه

أنه طبيب نفسي كما هو طبيب بدني ، ومما قاله : " لا سبيل إلى مداواة نفس الإنسان العاقل بإزالة أمراضها إلا على أساس من التبصر والمعرفة بأمور هامة من القيم التي يعقلها

الإنسان ويؤمن بها " ، وكتب أبو زيد البلخي (مصالح الأبدان والأنفس) ، بين فيه أثر البيئة والروائح الطيبة والجمال وحتى الأنغام وفنون التدليك ـ Massage ـ على الصحة

النفسية ، وكتب ابن مسكويه (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق) ، وضمن فيه عناصرا من الفكر الأخلاقي اليوناني وعناصر إسلامية ، إلى جانب تجربته الذاتية ومشاهداته

الخاصة لأحوال مختلف الناس في عصره . وكتب ابن سينا (الإشارات والتنبيهات) وناقش فيه كمال النفس وبهجتها ، وتلاهم من بعدهم .

الاضطرابات النفسية مسألة صحية عالمية خطيرة ومقلقة ، ويصاب بها الناس على اختلاف أعمارهم ، وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وفي عالمنا اليوم

أكثر من (450 مليون) مضطرب نفسي ، والأرقام والأبحاث على مدى السنوات الخمسين الماضية أثبتت أنه (لا صحة من دون الصحة النفسية)، ودستور منظمة الصحة العالمية

ينص على أن : " الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً ، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز ". والعلماء يقرون بأن الصحة النفسية لا تحدث بمعزل عن

الأمراض ـ وخصوصا المزمنة ـ ، ولا تحدث بمعزل عن الظروف الحياتية المحيطة بالإنسان اجتماعيا واقتصاديا وبيولوجيا وبيئيا ، وبسبب ذلك انتشرت أمراض القلق ،

والوسواس القهري ـObsessive Compulsive Disorder ـ ، والاكتئاب ، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب ـ Bipolar ـ ، والرهاب ، والأنا وغيرها . ولأجل

أن نكون عمليين ، أنوه إلى أن عملية تعزيز الصحة النفسية عملية تنطوي على اتخاذ إجراءات تسعى إلى تهيئة ظروف العيش الكريم للناس ، ويشمل ذلك اتخاذ طائفة من

الإجراءات التي تزيد من حظوظ عدد أكبر من بني البشر في التمتع بمستوى أحسن من الصحة النفسية ، ومن ذلك مراعاة الأنشطة النفسية والاجتماعية للمرحلة التي تسبق الالتحاق

بالمدرسة ، ودعم برامج بناء مهارات الشباب ، وتمكين المرأة من الاستفادة مما تعلمته ، ووضع برامج للمتضررين من الكوارث ، ووضع برامج للوقاية من الإجهاد ، والبحث

بشكل فاعل في تيسير فرص تملك المساكن .

عبدالله فدعق
رد مع اقتباس