عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-11-2010, 07:13 AM
الصورة الرمزية حفيدة المصطفى
حفيدة المصطفى حفيدة المصطفى غير متواجد حالياً
مشرفة عالم حواء
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 901
المواضيع: 88
عدد الردود: 813
افتراضي مكة المكرمة أم المراصد



مكة المكرمة أم المراصد



من التجديد ما رجحه الشيخ أحمد محمد شاكر ومجموعة من العلماء ، من وجوب
الرجوع في اعتبار أول الشهر إلى ما أشير إليه في أصليْ الشريعة ؛ (مكة المكرمة)


مساء اليوم يتراءى الناسُ هلالَ ذي الحجة ، والحقيقة أن ترائي الأهلة أمر يتجدد فيه
البحث ، وخصوصاً عند استقبال شهريْ ذي الحجة ورمضان وتوديعهما ، ولا شك أن البحث

فيه يمضي في طريق تجديد الصلة بالفقه الإسلامي ، والاستفادة اللازمة من
التقدم العلمي والتقني لمواكبة حاجات الناس .

من هذا التجديد ما رجحه الإمام المحدث الشيخ أحمد محمد شاكر ومجموعة من العلماء بعده ، من وجوب الرجوع في اعتبار أول الشهر إلى ما أشير إليه في أصليْ الشريعة ؛ ( مكة

المكرمة ) ، وليس إلى أية نقطة في الأرض غاب فيها القمر بعد الشمس .
ورأى ـ رحمه الله ـ أن تخصيص ( الحج ) بالذكر بعد العموم في آية : ( يسألونك عن الأهلة قل هي

مواقيت للناس والحجِّ .. ) إشارة دقيقة إلى اعتبار أصل التوقيت
الزماني متصلاً بمكان واحد ، هو مكان الحج ؛ مكة . كما يستفاد من الآية الإرشاد إلى فائدة اختلاف منازل الأهلة ،

وأنها توقيت للناس مع توقيت الحج .
أصحاب هذا الرأي رجحوا أن الصوم يوم يصوم أهل مكة وما حولها ، وعرفة يوم يعرِّفون .. أخذا بحديث : ( فطركم يوم تفطرون ، وأضحاكم

يوم تضحون ، وكل عرفة
موقف ، وكل منى منحر ، وكل فجاج مكة منحر ، وكل جمع ـ مزدلفة ـ موقف ) رواه أبو داوود ، وحديث : ( الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون

، والأضحى يوم
تضحون ) رواه الترمذي . ومعلوم أن الذهاب إلى هذا الترجيح فيه توحيد للكلمة في إثبات الشهور القمرية .

رأي آخر ـ ترتاح له النفس ـ هو تحديد موعد المغيب بالحساب ، ونأتي بالموثوقين من الفلكيين إلى ( المرصد المكي ) ، ليرصدوا القمر بالرصَّادة ، وهم مبصروه في نفس اللحظة

التي حددها الحساب ، فإن غم عليهم ـ وهذا نادر ـ نقدر الأمر ، ونعتد بالحساب
الذي هو إلى اليقين أقرب . وقد يكون من الرأي المريح أيضاً أن يقوم عدد من الراصدين الثقات في

مراصدهم برصد الهلال لحظة مغيبه المحددة بالحساب ، وإبلاغ (
المرصد المكي ) ، فيكون في تضافر الرائيين توكيد للرؤية المكية ، ومزيد من اقتراب اليقين . والمأمول فعل ذلك

مطلع كل شهر ، لتعود للتاريخ الهجري مكانته ، ويعود إليه
من هجره بسبب القلق في إثبات الرؤية . ولعلي أؤكد مع غيري على ضرورة العمل على إطلاق ( قمر صناعي )

يستطلع الأهلة ، مع الاعتداد في ذلك بأم المراصد مكة
المكرمة ، فمكة بيت الله ومركز الدائرة . يقوي هذا أن العلماء الذين لم يذهبوا إلى اختلاف المطالع ، وحكموا بسريان الرؤية

في بلد على جميع البلدان ، نظروا إلى حقيقة
أن أول الشهر يجب أن يكون في العالم واحداً ، وهو الحق . علما بأن غيرهم ذهب إلى أن لكل بلد رؤية ، اعتمادا على الحكم بالرؤية

المستطاعة في وقتهم . أما فلكيو العصر
من العلماء فيقولون إن حكم حديث : ( إنا أمة أمية ، لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا ) معلل ، وجاء على سبيل التغليب . فإذا

خرجت الأمة من العلة ـ الأمية ـ ،
ووصلت إلى القطع في الحساب ، فعليها الرجوع إليه ، وأن لا ترجع للرؤية إلا حين يستعصي العلم . قال الفقيه الشافعي الإمام السبكي ، المتوفى

سنة 756هـ ، في
(الفتاوى الكبرى) ـ كتاب الصيام ج1/411ـ : " الحساب قطعي ، والشهادة ـ المشاهدة ـ والخبر ظنيان ، والظن لا يعارض القطع ، فضلا عن أن يقدم عليه

، والبينة
شرطها أن يكون ما شهدت به ممكناً حسا وعقلاً وشرعاً ، فإذا فرض دلالة الحساب قطعاً على عدم الإمكان ، استحال القبول شرعا لاستحالة المشهود به، والشرع لا يأتي

بالمستحيلات ..".



عبدالله فدعق


http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleId=3006



رد مع اقتباس