عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-09-2006, 10:51 AM
الصورة الرمزية F B I
F B I F B I غير متواجد حالياً
عضو متعاون
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: آآآآهـ من غربتك يا رابغ
المشاركات: 1,780
المواضيع: 126
عدد الردود: 1654
Post آ آ آ آ آ آ آ هـ هـ هـ هـ هـ يا ولدي

بعد أن وهن العظم من الأم والأب وبلغا من العمر عِتِيّا، أخذا ذات يوم يتفكران في حال أولادهما (أبنائهما وبناتهما) معهما الآن. وقد اختلطت لديهما مشاعر الفرح (وهما يريان أولادهما ناجحين في حياتهم العملية والأسرية) مع مشاعر الفخر (وهما يريان ثمرة حسن تربيتهما واعتنائهما بأولادهما) ومشاعر الحزن (لأنهما لم يعودا يريان أولادهما يوميا) ومشاعر الشفقة على نفسيهما خشية أن يموتا أو يموت أحدهما من دون إلقاء نظرة وداع أخيرة ساعة الاحتضار على أولادهما، هذا عدا عن الشعور بالذنب والتقصير لأنهما أصبحا الآن غير قادرين على الاعتناء بأولادهما مثلما كان يفعلان عندما كان أولادهما صغارا. فما كان منهما إلا أن تخيلا نفسيهما يرسلان الرسالة التالية إلى أولادهما، وهي تمثل لسان حال كثير من الأمهات والآباء مع أولادهم.

وليس بالضرورة أن ينطبق هذا الحال على كل ولد، لكن لا بأس من أن يفكر كل منا في حاله مع والديه، فيصلح أخطاءه إن وجدت، ويحاول أن يزيد اهتمامه بهما، فمهما جازيناهما لا نستطيع أن نوفيهما حقهما. ويكفي أن الله تعالى وسيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم أمرا ببر الوالدين والاحسان إليهما في عدد من الآيات والأحاديث، حتى لو كانا غير مسلمين. واللبيب تكفيه الإشارة.
نسأل الله أن يجعلنا أولادا صالحين، وأن يرزقنا بِرَّ والِدِينا، وأن يُقِر بنا أعْيُنَهم، وأن يجزيهم خير ما يجزي الصالحين.
*************************
ولدي،
لماذا تنـزعج مني عندما أقلق لتأخرك خارج المنزل! ألا تعلم أن قلبي معك أينما تذهب يدعو لك ويخشى عليك من كل سوء، وأني لا أطمئن إلا إذا رأيتك سالما؟
بعد أن أصبحتُ عاجزا عن المشي إلى الحمام من دون مساعدة، لماذا يزعجك أن أطلب مساعدتك لي في ذلك! مع أني أستطيع الاعتناء بنفسي هناك، ومع أني لا أطلب مساعدتك إلا بعد أن تشتد حاجتي للذهاب إلى الحمام حتى لا أشق عليك. ألا تعلم أني كنت أستيقظ من نومي لأشم رائحة حفاظك وأغيِّره لك. وفي كثير من الأحيان كنت توسخ الحفاظ بعد وقت قليل فقط من تغييره، ورغم ذلك لم يزعجني ذلك منك، بل كنت أداعبك وأضحك معك عندما تفعل ذلك. وأكثر من ذلك، كنت أفرح لأني علمت فورا بحاجتك لتغيير الحفاظ.
يزعجك جدا أن تستيقظ على أي صوت ربما أتسبب فيه من دون قصد، ونسيتَ أنك كنتَ تصر على أن توقظني في كثير من الأحيان من دون سبب واضح، أو لمجرد اللعب معي، أو للبحث في غرفتي عن ألعابك التي نسيتها في مكان ما بالمنزل، رغم أني كنت أنام منهكا بعد عناء يوم طويل. ومع ذلك كانت مجافاة النوم والجلوس معك ألذ عندي من النوم والراحة اللذين كنت في أمس الحاجة إليهما.
يزعجك الآن أن أتحدث إليك في أمور أعتقد أنا أنها مهمة، أو ربما فقط من أجل أن أُسعد بالتحدث إليك، بعد أن كنتُ أنصت إليك باهتمام وأنت تتحدث عن أمور أصبحتَ أنت الآن (عندما تتذكرها) تعتبرها تافهة، لكن رغم ذلك كان يفرحني أن أنصت إليك حينها.
هل نسيتَ أني كنتُ أسرع بك إلى الطبيب عندما أعتقد أنك تشكو من شيء ما؟ وعندما لم تكن لديّ نقود كنتُ أقترض لعلاجك. فلماذا إذن يزعجك أن أطلب منك الآن أن تأخذني إلى الطبيب مع أني لا أطلب ذلك إلا لعدم قدرتي على الذهاب وحدي، ولا أطلبه إلا عند حاجتي الماسة للطبيب، كما أني سأدفع له من مالي الخاص. هل تعلم كم يؤلمني أن ترسلني مع السائق إلى المستشفى بدل أن ترافقني أنت، وأنا أعلم أن مرافقتك لي لن تشغلك عن مصالحك؟ بل هل تعلم أني أحيانا أطلب منك أن ترافقني أنت فقط لأراك إلى جواري ولأتحدث معك أثناء انتظاري لِمَا أجد في ذلك من متعة كبيرة؟ فلماذا تبخل عليّ بهذه السعادة!
هل تذْكُر كم مرة كنتَ تطلب مني أن أحملك رغم أنك أصبحت قادرا على المشي بسهولة؟ بل وبقيتَ تطلب مني أن أحملك حتى بعدما كَبُرتَ وازداد وزنك وأصبحتُ أجد مشقة في حملك، ومع ذلك كان يسعدني أن أحملك. فلماذا الآن يشق عليك الأمر عندما أطلب منك أن تساعدني فقط على النهوض أو تساعدني في المشي؟
هذا أنت تتأفف عندما أسألك فقط عن الموعد الذي ينبغي عليّ أن أتناول فيه أدويتي، لأني أخشى أن أخطىء في تناول دواء ما في موعده فيؤدي ذلك إلى تفاقم حالتي وبالتالي أشق عليك في العناية بي أو اصطحابي إلى الطبيب مرة أخرى. يبدو أنك نسيت كيف كنتُ أحرص على إعطائك الدواء في موعده.
عندما ترتفع درجة حرارتي تكتفي بأن تنصحني بأخذ الدواء، أو عمل كمادات باردة، أو أخذ حمام بارد، أو غير ذلك، ثم تذهب للنوم في غرفتك أو حتى في بيتك، وتنسى حتى أن تتصل بي هاتفيا للاطمئنان على حالتي. مع أني لم أكن أنام إلا بعد الاطمئنان على حالتك مهما كان مرضك خفيفا. إنك لا تعلم (بل حتى أنا لا أعلم) كم عدد الليالي التي سهرتُها كاملة وأنا أضع لك الضمادات الباردة وأعتني بك. وحتى عندما يغلبني النوم كنتُ أصحو مذعورا، بل وألوم نفسي كيف غفوتُ وأنت تتألم.
أما تعلم أنه عندما يحصل لك مكروه فإني أتألم أكثر مما تتألم أنت، وأني ألوم نفسي لأني أحس أني قَصَّرتُ في عدم تنبيهك من ذلك المكروه؟ إن أي ألمٍ تحس به مهما كان قويا أو خفيفا، أو أي مكروهٍ يقع لك أتمنى لو أنني أستطيع تحمله عنك. فكيف يزعجك أن أوصيك بالاهتمام بنفسك وأولادك؟!
لماذا يضايقك أن أنصحك بالحرص على عدم الوقوع في الأخطاء
التي أعلم أن كثيرين وقعوا فيها؟!
لماذا يحلو لك أن تستشير الآخرين في كثير من أمورك، وربما يكون منهم من لا يستطيع تدبر أمور نفسه وأهله! بينما تتجنب أن تطلب مني المشورة وأنا أحرص الناس على منفعتك! بل لماذا تتقبل اقتراحات الآخرين بصدر رحب ويشق عليك حتى مجرد أن تستمع لاقتراحاتي!
لماذا تنـزعج منى إن أطلقت ريحا بحضورك من غير قصد مني، حتى لو أطلقت صوتا فقط من دون رائحة، بل وتعطيني أحيانا درسا في التأدب أمام الآخرين! مع أني (بدلا من أن أنـزعج منك) كنتُ أداعبك وأضحك معك كلما شممت رائحة من تلك الروائح.
كم من مرة استيقظت فيها من نومي عند مجرد إحساسي بحركتك في سريرك لأتأكد من أنك لا تحتاج لشيء. لكني أحس الآن ـ بعدما أصبحت أنا في حاجتك ـ أنك تتظاهر بالنوم عندما أناديك. وفي اليوم التالي تسألني لماذا لم أوقظك! بل ربما توبخني لأني لم أوقظك، مع أني ناديتك ولم تجب! ومع ذلك أدعو الله لك بالهداية وبكل خير.
ألا تذكر كيف كنت تقاطعني عندما أقرأ خبرا مهما في الجريدة أو أتابع برنامجا مفيدا في التلفاز؟ ألا تذكر أني كنت أقابل ذلك بابتسامة فرح ومحبة لك ؟ بل كان يسعدني أن أترك الجريدة وأضحي بالبرنامج من أجل ملاطفتك ومداعبتك لأني أعتقد أنك أهم وأغلى من كل ما سواك. فكيف الآن يضايقك حتى مجرد ندائي عليك عندما تقرأ الجريدة أو تشاهد التلفاز! مع أني أناديك إما لمجرد أن أسمع صوتك الذي لا أجد أعذب منه، أو لأني أريد محادثتك في أمر أعتقد أنه مهم. بل إنك في بعض الأحيان لا تجيب ندائي رغم سماعك إياه متظاهرا بأنك منهمك في القراءة أو المتابعة فلم تسمعني. وحتى عندما تجيبني فإنك تحرص على أن تقرِنَ مع إجابتك الإيحاء لي بصوتك أو تعابير وجهك بأني أزعجتك بندائي لك.
إنني عندما كَبُرَ سني وازداد عجزي عن الاعتناء بنفسي أصبحت بحاجة ماسة إلى مساعدتك، تماما مثلما كنتَ أنت بحاجة إليّ في صغرك، أو ربما أكثر. وإن كنتُ في كثير من الأحيان لا أطلب منك شيئا فإنما ذلك ليس لأني أستطيع الاعتماد على نفسي، بل لأني لا أريد أن أثقل عليك.
أتذكر كيف كنتَ تصرخ عليّ في صغرك عندما أعتني بإخوانك غيرة منك أو اعتقادا أني أهملك أو أفضلهم عنك؟ أُنظر كيف تبدلت الأحوال، فها أنت الآن تصرخ فيّ لمجرد رغبتي في الاطمئنان عليك، أما الاعتناء بك فيحز في نفسي أني لم أعد قادرا عليه، بل أنت من يَحْسُنُ أن يعتني بي.
كم من مرة حرمتُ نفسي طعاما وأشياء أخرى كنتُ أرغب فيها ومنحتك إياها.
وكم هي المرات التي راجعتُ فيها أولوياتي وحققت فيها رغباتك مقدما إياها على ما سواها.
وكم من فروض وواجبات دينية انشغلتُ عنها بالاعتناء بك، وأسأل الله أن يغفر ذلك لي.
لقد كنتُ أعتبر طلباتك أوامر يجب عليَّ تنفيذُها، وبكل سرور، لا مِنَّةً عليك، ولكن لكي لا تحس بالحرمان من شيء في إمكاني تقديمه لك.
وكم من مرة كاد أن يمزقني الألم لأني لم أحقق لك رغبات معينة، ليس بخلا مني وإنما لعدم تمكني من ذلك لأسباب خارجة عن إرادتي.
وكم هي المرات التي اعتصرني فيها الألم وأنا أرفض بعضا من طلباتك التي إن حققتُها لك فإنها تضرك ولا تفيدك، فما كان عدم استجابتي لطلباتك بخلا عليك، وإنما مزيدا من العناية بك والحرص على مصلحتك.
عندما اخترتَ أن تكمل دراستك في مدينة أخرى كنتُ أبتسم مبديا سعادتي لذلك وموافقتي على رغبتك في السعي نحو الأفضل، لكني كنتُ أكبت حزنا وألما عميقين لفراقك.
عندما أوصيك بالاعتناء بأولادك تُعْرِض عن نصيحتي وتعتبرها تدخلا في أسلوبك في تربيتهم. أما علمتَ أن محبتي لأولادك إنما هي نابعة من محبتي لك أنت! وأن حرصي على مصلحتهم لا يقل عن حرصي عليك أنت!
عندما يبلغني أنك متوعك الصحة ولو قليلا فإني أسارع (مهما وجدتُ مشقة في ذلك) بالحضور إلى منزلك للاطمئنان عليك. وبدلا من ترحيبك بي وسعادتك لقدومي أجدك تعاتبني (لأني أتعبت نفسي بالحضور مع أن الأمر لا يستأهل ...). أما علمتَ أني لو بقيتُ في منزلي ولم أطمئن عليك بنفسي فإن ذلك يتعبني أكثر! وأي أمر (يستأهل) أكثر من أن أطمئن على فلذة كبدي!
ولما قرر الطبيب ضرورة إجراء عملية إزالة اللوزتين لك وشرح لنا أن عدم إجراء هذه العملية فيه خطر كبير عليك، هل علمت كم لامنا واستهزأ بنا الطبيب ونحن نطلب منه أن يعطيك مانعا (وليس مجرد مسكن) للألم؟ لقد سألنا الطبيب ساخرا: ألم تسمعوا أن هذه من أبسط العمليات وأني أستطيع إجراءها وأنا مغمض العينين؟ وكان يعتقد أن شدة خوفنا وقلقنا عليك لأنك ولدنا الوحيد أو أنك أول مولود لنا. وكم كانت دهشته كبيرة عندما علم أن ترتيبك هو الرابع بين خمسة أبناء وبنات. فانفجر ضاحكا منا، بينما كنا نحن نبكي منذ اللحظة التي قرر فيها الطبيب إجراء العملية حتى اليوم الذي تأكد لنا فيه شفاؤك؟ لقد كنا في كل لحظة نحس بالذنب لأننا وافقنا على إجراء العملية، لكننا لم نكن نستطيع رفض إجرائها لأنه من مصلحتك.
وعندما علمتَ أنت بمرضي اكتفيتَ أولا بالاتصال بي هاتفيا عدة أيام، ولم تنس أن توصيني بتنفيذ نصائح الطبيب. بل إنك وبختني لأني لم أعتن بنفسي بما فيه الكفاية مما أدى إلى مرضي. كما أنك اعتذرت لي بأن مشاغلك كثيرة وإلا لحضرت شخصيا لزيارتي. ورغم حاجتي الشديدة إليك إلى جانبي إلا أني التمست لك العذر لأني لا أريد أن تتسبب زيارتك لي في التأثير على مصالحك. لكن علمت فيما بعد أنك كنت تقضي إجازة في الكبينة التي استأجرتها أنت وعائلتك. أما علمت أني لو كنت أعلم أنك تستمتع بوقتك هناك لكنت أنا من يصر عليك لعدم الحضور لزيارتي! بل إني رغم حاجتي إليك فرحتُ كثيرا لما علمت أنك تقضي إجازة سعيدة.
وبعد أن ازداد مرضي وتم تنويمي بالمستشفى كان جيراني يزورونني أكثر مما كنتَ تزورني أنت. ورغم حاجتي الماسة لمرافقتك لي بالمستشفى، كنتُ ألاحظك وأنت تحاول انتهاز أول فرصة لمغادرتي متحججا بظروف أولادك أو عملك، فكنت أطلب منك الانصراف رغما عني، وأنا ألتمس لك العذر في كل ذلك. هل تعلم أن كثيرا ممن يزورونني كانوا يسألوني عنك، فأكذب عليهم قائلا إنك كنت معي قبل قليل وإنك خرجت لأمر مهم ثم ستعود لترافقني طوال الليل؟
أتدري، يا ولدي، كم ليلة سهرناها ونحن نتباحث في ما يجب علينا أن نفعله لأجلك حتى نراك وقد أصبحت أحسن الناس! هل تدرك كيف كنا نعدِّلُ ميزانية منزلنا بحيث لا نقصر فيما نصرفه عليك!
وعندما عزمت يا إبننا على الزواج، هل علمت كم كنا فرحين ونحن نبحث لك عن العروس المناسبة بينما كنت أنت تكتفي برفض من نرشحهن لك كزوجات، مع أننا ما رشحنا إلا من كنا نعتقد أنهن الأنسب لك؟ ولما اخترت أنت عروسا (كنا واثقين أنها ليست الأنسب) حاولنا نصحك مرارا، لكنك رفضت نصائحنا وأصريت على قرارك معتقدا أننا نتدخل في حياتك، فلم نمانع زواجك منها أمام اقتناعك بها. وفي ليلة زواجك لم تسعنا الأرض من شدة الفرح ونحن نرى إبننا عريسا.
لكن هل علمت أننا فيما بعد كنا نحس بك دائما عندما تكون على خلاف مع زوجتك رغم أنك لم تصرح لنا بذلك يوما؟ كم كنا نتألم ونحن نبصر بقلبينا مسحة الحزن على وجهك التي تحاول إخفاءها عنا. وكم رغبنا في التدخل لإصلاح ما بينكما، لكنك كنتَ تلمح دائما بأنك لا ترغب أن يتدخل أي شخص مهما كان في حياتك، وكأنك تعاقب نفسك على قرارك. فما كان يزيدنا ذلك إلا حزنا وأسفا على حالك.
**************************
آ آ آ آ آ آ آ هـ هـ هـ هـ هـ يا ولدي

حاشا حاشا أن يكون ما نفكر فيه مَنّاً مِنَّا عليك، ولا عِشْنا إن كنا نريد محاسبتك على أي شيء قدمناه لك. لكن يحزننا، يا ولدي، أن نجد هذا الجفاء والجزاء وقسوة القلب منك، ليس لأننا ننتظر منك ردا حسنا، وإنما لأننا نخشى عليك أن يجازيك أولادك بمثل ما تعاملنا به. وتَيَقَّنْ يا ولدي، إن جازاك أولادك بمثل ما جازيتنا من قسوة قلب، فسنكون أشد تألما منك لأننا سنعتقد حينها أننا قصرنا في تربيتك.
ولدي، نسأل الله لك ولأولادك دوام التوفيق والسعادة في الدارين، وأن يكفيكم الله شر كل من أراد بكم شرا، وألا يصيبكم مكروه أبدا.


من خواطر سيدي الوالد
الله يطول عمره
ويكسبني رضاه






مع تحياتي
F B I
__________________


الفدرالي

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس