الصينيون يحجون بلغة الإشارة

[gazzaz_man]

يتحركون في صمت
الصينيون يحجون بلغة الإشارة





منتدى قزاز العام (مكة المكرمة)gazzaz_man
بأزيائهم التقليدية وهدوئهم المميز يلفت نظرك حركة الحجاج الصينيين في شوارع العاصمة المقدسة، حلمهم اداء فريضة رغم كل العوائق التي تعترض طريقهم بدءا من رحلة اداء الفريضة وحتى التعامل اليومية لقضاء حوائجهم فعدم اتقانهم للغة العربية او الانجليزية او اي من اللغات الاخرى يجعلهم يفضلون الصمت ويستخدمون لغة الاشارة، ويؤدي 9600 مسلم صيني مناسك الحج هذا العام في رحلة تنظمها الجمعية الاسلامية الصينية، ويعد هذا العدد الاكبر من نوعه في تاريخ الصين.
«عكاظ» التقت عددا من الحجاج الصينيين الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام حيث تحدث الحاج سليم الدين نور العلم قائلا: اتينا لاداء فريضة الحج ونحمد الله تعالى ان من علينا بذلك واكرمنا واضاف الصين من اولى البلدان التي دخلها الاسلام وقد بدأ المسلمون الصينيون حج البيت العتيق منذ اكثر من الف سنة.
واضاف من خلال اطلاعي على الكتب والوثائق في عدد من الجامعات الصينية وفي المركز الاسلامي هناك وجدنا ان عدد الحجاج الصينيين يتزايد عاما بعد آخر وكان من بينهم عدد ليس بالقليل من العلماء الذين اغتنموا فرصة الحج لزيارة الامصار الاسلامية وممارسة النشاطات العلمية، وهؤلاء يعتبرون رواد التبادلات بين الصين والبلدان العربية.
وعما اذا كان الحج صعبا بالنسبة للحجاج الصينيين قال سليم الدين في القديم كانت الطرق محفوفة بالمخاطر والاهوال فقد كان الحج صعبا بالنسبة لمسلمي الصين، وراح عدد من الحجاج الصينيين ضحايا للكوارث الطبيعية والبشرية فيما وراء البحار. اما الذين حققوا آمالهم في الحج فغالبا ما كانوا يتجشمون مشقات السفر الطويل. وهناك من شدوا رحالهم الى مكة المكرمة وعانوا من وطأة متاعب شديدة وواصلوا السير آلاف الكيلو مترات ووصلوا الى وجهتهم في السنة التالية واستغرقت رحلاتهم سنة واكثر. واضاف سليم الدين عندما تأسست الصين الجديدة عام 1949 حوصرت موانئها البحرية في فترة من الفترات بالاضافة الى انه لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين الصين والمملكة مما حال دون ذهاب الحجاج الصينيين الى مكة المكرمة. ويروي سليم الدين كيف عادت بعثة الحج الصينية في عام 1952م من منتصف الطريق بسبب عدم حصول اعضائها على تأشيرة الحج في باكستان وعندما كان الراحل شو ان لاي رئيس مجلس الدولة الصيني الاسبق يحضر مؤتمر باندونغ سنة 1955م قابل المرحوم بإذن الله جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس الوزراء السعودي آنذاك، الذي كان حاضرا المؤتمر ذاته وبحث معه موضوع حج المسلمين الصينيين راجيا من المملكة ان تمنحهم تأشيرات الحج، الامر الذي فتح ابواب مكة المكرمة للمسلمين الصينيين من جديد، وقد استقبل الملك سعود يرحمه الله بعثة الحج الصينية.
واضاف سليم الدين ان المملكة تولي اهتماما بالغا للمسلمين الصينيين مشيرا الى انه في اواخر السبعينات استؤنف سفر الحجاج الصينيين الى الحج بعد توقف عشر سنوات بسبب الاوضاع الداخلية للبلاد هناك فسافر عشرات الحجاج كل عام الى مكة المكرمة لاداء مناسك الحج. وازداد عددهم الى ما يفوق الالف شخص كل سنة في الثمانينات. وتجاوز عددهم الفي شخص كل سنة في التسعينات. اما في القرن الجديد فبلغ عددهم ثلاثة الاف كل سنة على وجه التقريب بزيادة اكثر من مائة ضعف مقارنة باعدادهم قبل خمسين عاما.
واعتبر الشيخ سليم الدين حاجز اللغة من اكبر العوائق والمشكلات التي تعيق الحجاج في اثناء اداء مناسك الحج والمواصلات لكي يتم تلافي هذا الامر بوجود مرشدين وموجهين ومرافقين للحجاج واضاف في سبيل حجة مقبولة يتحمل الحاج كل العقبات التي تعترض طريقة وعليه ان يتكيف معها.