#1
|
|||||
|
|||||
![]() «رحم الله والدا أعان ولده على بره»
لا بد من ذكر مسألة هامة يتوجب علينا جميعا التنبه إليها، وهي الحرص على إزالة الوهم، والشبه المتعلقة بالمناسبات الدنيوية، فالأصل في الأشياء الإباحة عنونت المقال بحديث شريف، جعلته في صدر احتفاء العالم هذا اليوم ـ 15 أيار/ مايو ـ بمناسبته الحيوية الهامة (اليوم الدولي للأسرة)، وهي عادة سنوية قررتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تشمل جميع الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة بتاريخ 4 /4 /1414هـ / 20 /9 /1993م. وبالمناسبة وزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة عممت وتعمم على جميع الجمعيات الخيرية تواريخ بعض المناسبات المحلية والدولية، ومنها مناسبتنا هذه، ومثيلاتها من ذكريات كاليوم العربي للأسر المنتجة (15 مارس)، ويوم الأسرة العربي (21 مارس) وغيرهما، وذلك للاستفادة منها. الأسرة كما يعرِّفها المهتمون بها هي الخلية الأساسية في المجتمع، وأهم جماعاته الأولية، وتتكون من أفراد تربطهم صلات قرابة ورحم. وتتكون من أشكال متعددة، نووية وممتدة، وديموقراطية ومستبدة وغير ذلك، ولكل تعريف محدد لها. فالأسرة النووية أو النواة هي التي تتكون من زوجين وأطفال، طابعهم الاستقلال عن غيرهم، ونجدهم في الدول الغربية كثيرا. أما الأسرة الممتدة أو المستقرة، فهي التي تشمل الأجداد والأحفاد، والجدات والأسباط، يرأسهم كبيرهم الذي تهمه كما تهمهم المحافظة على وحدة كيان الأسرة، ونجدها كثيرا في الدول الشرقية. دعاة التنمية والتطوير في عالمنا اليوم لديهم اتجاهات متعددة، واهتمامات متنوعة في مواضيع مختلفة؛ مال، سياسة، إعلام، أسرة وغير ذلك. وكل هذه الأمور لاشك مهمة، ولكن من أين نبدأ؟ بالتفكير العميق نجد أن البداية من الواجب أن تكون بالأسرة، فإذا كانت الأسرة سعيدة، فالحمد لله على فضله، وأما إن كانت على العكس فلا بد من تغيير حالها، والتغيير إما أن يكون بالمواجهة، وهذا أمر غير مأمون العواقب، وإما أن يكون بإعادة صناعة النفوس، وتحبيبها في أمور معينة، أهمها مخالطة الصادقين، والتعود على سلامة القلب، والخوف من الرب جل في علاه. بيوت بعض الأسر اليوم ـ كما يقولون ـ مجرد فنادق يأوي إليها أفرادها للنوم وربما للطعام، حتى إذا ما جاءت الإجازة الأسبوعية فرَّ كل من بداخلها، وأصبحت سعادة الجميع في أن لا يسأل أحد عن أحد. يشتكي البعض من نفور الأولاد، مع أن الحل في إطالة الحديث معهم، وخلق فرص لذلك، لأن الحديث يبني العلاقة ويقويها. ويشتكي البعض من عدم ثقته بعياله، مع أن الواجب عليهم أن يستمروا في تكليفهم لهم، ومساررتهم، واستشارتهم، بل وإظهار عدم العلم لهم، حتى وإن أخطأوا. ويشتكي البعض من العقوق، متناسين أن البر والعقوق هما نتاج التربية في الصغر، وأن الأبوين مسؤولان عن نجاة أولادهما من إثم العقوق، وهناك شكاوى كثيرة تضيق عنها مساحة المقال ـ والحمد لله ـ أن حلها لمن يبحث عنه سهل وقريب. تلد الأسر أطفالها، ويخرجهم ربهم الخالق البارئ إلى هذه الدنيا بلا عادات، وهذا يفيدنا بأهمية تعويد الأسر لمواليدهم على السلام النفسي، والبراءة المعتمدة على القيم الدينية الصحيحة، ولا بد لكل مهتم بصلاح أسرته من الاعتراف الصريح بسلطان المبادئ والقيم، والانصياع التام لكلام الحق سبحانه: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). ختاما لا بد من ذكر مسألة هامة يتوجب علينا جميعا التنبه إليها، وهي الحرص على إزالة الوهم، والشبه المتعلقة بالمناسبات الدنيوية، فالأصل في الأشياء الإباحة، لاسيما أنه لا عاقل قائل بأن المناسبات الدنيوية أعياد دينية. كما أنه ينبغي أن لا يفهم من الاقتصار على الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، التشويش على الناس في أمور ليست ممنوعة نصا، ولا إجماعا، أتم الله فضله بإحسانه على جميع أسرنا. عبدالله فدعق
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ دروس الروحه على الرابط التالي |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|