[الأسيف]

إن أعظم أنواع الصدق هو الصدق مع الله تبارك وتعالى ولا شك ومع ذلك فإن من أنفس انواعه كذلك الصدق مع النفس! فكم من انسان يظن نفسه صادقا قياسا بالتعامل مع الناس ولكنه أكذب الكذابين مع نفسه وهذا من أعظم الحرمان فما ألذ الصدق مع النفس في طريق السير في حياتنا الدنيا وفيما يتضمن ذلك من أمور الدنيا والدين ولكن كيف وماهو الصدق مع النفس؟
لتقترب الصورة فلتجعل روحك التي بين جنبيك وكأنها أعظم من تحب من المخلوقين فستصدقه في أقوالك وأفعالك فكذلك نفسك!
كم من مرة عاهدتها وانت لا تشعر ثم خنتها؟
ولهي تالله أعظم الخيانة خيانة النفس,كم مرة نويت أمرا صالحا في أمور الدنيا والدين ثم تراجعت عنه لضعف العزيمة و وهن الهمة متعذرا بالظروف والشواغل؟
كم مرة عرضت نفسك لمواقف انتهاك حرمتها من كرامة أو هيبة بابتذالك لنفسك بالمعاصي تارة وبعدم التعقل في أمور الدنيا تارة اخرى؟ إن سهرك وجوعك واستهانتك بأمور الوقاية لهو من ظلمك لنفسك,بل إن العشق الذي تجري وراءه باختيارك لهو سعي لسجن روحك بلا جرم ولاخطل (إلا ما اضطررتم إليه وهو قليل في زماننا)وقد قال سيدنا صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- إن لنفسك عليك حقا. وقد خلق الله لك عقلا لحماية هذه الروح وفرعها وهو الجسد من نوائب الحياة وصوارف الدهر!
لنصدق مع الأنفس فيما نحبه لها من خيري الدنيا والآخرة ولنأنس بأنفسنا! نعم لنأنس بأنفسنا وذلك بأن نهيأها لذلك بالعلم والإيمان والثقة المرصعة بالتواضع!
نعم إخوتي إن من عباد الله من يأنس بنفسه أكثر من أنسه بالناس لأنه هيأ نفسه لتكون كذلك!
فما حال أرواحنا؟ وما موقعها هنا من الإعراب؟
وهل إن قدر الله يوما أن نخلو بأنفسنا فهل سنجد روحا مؤنسة ونفسا غنية غناءة ذات بهجة؟
اصدقوا مع أنفسكم أحبتي وجالسوها واختلوا بها لتكشف لكم عن أسرار في نفوسكم لطالما غابت عن الأذهان الحاضرة !
حينها ستتذوق معنى ساعات الصفاء والصدق المحض الذي قل وندر أو انعدم في أن يكون متمثلا بين روحين !!!! فذقها في روحك الواحدة تكن أسعد الناس!!!.

الأسيف