((التصوف 1))
(بسم الله الرحمن الرحيم)
((التصوف 1))
الحمدلله والصلاة والسلام على من لانبي بعده... وبعد
فإن ما تتباين في تصوره العقول دائما ما يبدأ من الانطباع الأول عن المصطلحـــات
وذاك الانطباع خضع للموازين الفكرية الخاصة بذلك المفكر وبالتالي تختلف الآراء
وتتباين التصورات,ومن هنا ايضا كانت نسبة كبيرة جدا من الاختلاف الذي هو دائر
بين العقلاء والعامة هو (خلاف لفظـي) ليس له نصيـب من الخلاف المعنـوي فــي
شيء وهذا المبحث مطروح بين يديك أخي القارئ المثقف لتحرك الفكر في التحقيـق
في كثير من المسائل التي هي محل جدل بين الناس على اختلاف توجهاتهم فلك النظر
لتجد أن أخاك الكاتب لم يخطئ بإذن الله فيما طرح!!!
لن أتكلم عن هذه القضية على إجمالها،فإن كتب العقل والمنطق كافية في القطع فيها
لمن اراد توسعا، ولكني سأطرح بين يديك موضوعا كثر اللغط فيه والجدل وأنا لا أزعم
أن الاختلاف في كل هذا الموضوع هو خلاف لفظي بل هناك من الاختلاف المعنوي ما
لا ينكره عاقل ولكن أصل هذا الموضوع لا أرى الاختلاف فيه إلا خلافا لفظيا فحسب!!
ألا وهو موضوع (التصوف) فهذه الكلمة أصبحت عند البعض كلمة مخيفة ترتبط
بارتبــاطات شرطية كثيـــرة من بدعة وغلو وبعد عن الاهتــداء وصــار بعض الناس
يتحسس من ذكرها في المجالس وتضمينها لمطروحاته الروحانية! مع أن في المقابل
ستجد أن كلمة (التزكية أو تزكية النفوس) كلمة محببة للنفوس ممتدحة عند جماهير
العقلاء، فهذا نوع من التناقض العجيب يظهر للمحرر الذي عرف تمييز المصطلحات
وإدراك ما وراءها من المعاني، فذبح الناس لفظة (التصوف) بسوء ظنهم وتسرعهم
في التقليد الأعمى تارة وبالتعصب أخرى وبالورع البارد أحيانا أخرى، والتصوف لا يعني
في حقيقته إلا تزكية النفوس وتهذيبها وإرشادها وإحياء قلوبها فتأمل أخي وتأملي أختاه!
وقد حدثني سيدي العالم الحبيب عمر الجيلاني حفظه الله أنه ألقى محاضرة في وسط من
الأوساط التي تجعل من التصوف جريمة دينية ولكن محاضرته كانت بعنوان (التزكية)
وذكر في محاضرته أصول التصوف بحذافيرها كما عند أئمة التصوف ثم استحسنها أهل
المجلس وامتدحوها امتداحا عاطرا وأنهم لم يسمعوا في التزكية مثل هذا الكلام من قبل!!
قلت ولو كان عنوان المحاضرة التصوف هل سيكون من الاطراء ما كان؟!! الله أعلم..
ثم أخوتي ما زاد عن أمر التزكية عند مدرسة الصوفية فيمثله أصحابه الذين زادوا هذه
إن خيرا فخير وإن شرا فشر وأصل التصوف بريء مما خالف أصوله متضمن لما كان
موافقا لها،،(فمن الظلم أن يأتي أحدهم فيرمي التصوف بالضلال ثم يدلل على كلامه وحكمه
بقصة في مجلس أو لفظة من أحد أو سلوكا عند أهل بلد، فإن هذا من الظلم الذي حرمه الله
تعالى بين العباد فانتبه!) فمن هنا سنبين وجوها من الجانب المشرق و المضيء للتصوف
الصحيح الراقي الذي يرقى بالمؤمن إلى أعلى درجات الصفاء ومما لا يختلف فيه أي عاقل
عسى أن يمن الله علينا بالتوفيق لمرضاته والسير على منهاج نبيه وحبيبه سيدنا مـحـمـــــد
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والله المستعان هو حسبي والحمدلله رب العالمين..
كتبه/ الأسيف
__________________
|