تابع دروس مستفادة من باب المجاهدة
الحديث الثامن:-
عن أبي عبدالله حذيفةبن اليمان رضي الله عنهما قال:صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بأية تعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول :"سبحان ربي العظيم" فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال :"سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال:"سبحان ربي الاعلى " فكان سجوده قريبا من قيامه "
جواز الاقتداء بالمصلي نافلاً ففي ذلك فضل كبير
جواز تسمية السورة بسورة البقرة لوجود قصة البقرة بها
جلوسك مع الصالحين يؤهلك ان تكون في زمرة المتشبهين بهم
ضرورة التفاعل مع آي القران بالقراءة المتانية المرتلة مبينا للحروف اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم
والوقوف عند المرور بآية تسبيح او اية سوال وهي من السنن التي ينبغي الاقتداء بها
الحديث التاسع:-
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء !قيل: وما هممت به؟ قالت:هممت أن أجلس وأدعه.
مصارحة صريحة مع النفس ومع الغير
هم بالجلوس لما شق عليه الامر ولكنه تركه تأدبا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحديث العاشر
عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد : يرجع الاهل والمال ويبقى العمل"
دعوة للعمل والمجاهدة فالعمل مصحح مصير الانسان ان خيرا فخير
ضرورة العمل للاخرة وترك السيرة والذكر الطيب لأهله في الدنيا ولا يورث لاولاده ما يستحي منه
الانسان في قبره يستأنس بالصالح من عمله فلا تحقرن من المعروف شيء ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق
الحديث الحادي عشر:-
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" الجنة أقرب الى احدكم من شراك نعله والنار كذلك"
تقريبه صلى الله عليه وسلم للمعنى بالتمثيل له فاساليب التبليغ عنده متطورة فمرة بالتمثيل وتارة بالرسم واخرى بالمقارنة
"الشراك" أحد سيور النعل التي تكون في وجهه ويختل المشي بفقده والمعنى أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة والنار كذلك بموافقة الهوى وفعل المعصية
الحرص على عمل الخيرات وان قلت والحذر من المعاصي وان صغرت
من المراقبة ان تعرف علم اليقين ان الله معك حيث كنت
الله شاهدي الله حاضري الله مطلع عليَّ
الحديث الثاني عشر:-
عن أبي فراس ربيعة بن كعب الاسلمي خادم رسول الله صل الله عليه وسلم ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال:" كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال:" سلني"فقلت: أسالك مرافقتك في الجنة فقال :"أو غير ذلك؟"قلت:هو ذاك قال:" فأعني على نفسك بكثرة السجود"
حفظ اسماء الصحابة فيه بركة وابو فراس رضي الله عنه من الصحابة الاذكياء ومن اهل الصفة الذين اتصلوا بالرسول صلى الله عليه وسلم واهتمو بالعلم والاخذ عنه وتشرف بخدمته صلى الله عليه وسلم
مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لابي فراس رضي الله عنه لما راى منه من الاخلاص والمحبة والطمأنينة
كمال كرامته ودرجته ومرتبته صلى الله عليه وسلم "سلني"
كمال رحمته وحنانه ورفقه بأصحابه رضوان الله عليهم
من الناس من يحتاج ان تعينه على نفسه لفعل الخيرات "اعني على نفسك بكثرة السجود"
التوازن بين الكم والكيف فهي مسالة نسبه وتناسب فمن العلماء من يقول باطالة القيام (كيف) ومنهم من يقول بالكثرة(كم) ولكل منهم دليله
وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
__________________
|