[الأسيف]

نحب لنعيش ، أم نعيش لنحب ؟؟

سألني خاطري مرة بسؤال جميل محير !

قائلا: أيها الأديب الأريب هل نعيش لنحب أم نحب لنعيش ؟

فأجبت جواب الواثق : طبعا !! نحب لأننا نعيش ..

فهز الخاطر برأسه مطرقا إلى الأرض قائلا : هنا ضاع الحب..

تعجبت من إملاء خاطري بهذا الكلام ! فسرعان ما استفهمته ولماذا ؟؟

فأجابني: كان الحب في يوم من الأيام هو ذاك القدَر المقدس والموعد

الأقدس ، سبب قدَري قهري ينبعث نور ذلك اللقاء اللا مرتقب واللا موعود

بين جنسين متباينين ، فتشع منه روح نورانية تتغلغل في أعماق القلب

ولكنها تنشطر وكل شطر يستودعه قلب من الحبيبين ويتمتع كل شطر

بخاصية جذب شديدة كل شطر يحن لصاحبه في فؤاد المحبوب الآخر

وبعد ذلك لنا أن نتصور نتاج ذلك الحنين والذي لا يخفف حنينه إلا عناق

محقق للأبدان لا ليلتذ البدن ولكن ليحظى الشطر بأخيه فحين يسكن الصدر

على الصدر يلتئم كلا الشطرين بالآخر فتزول لوعة الشوق والحنين ..

هكذا يفلسف الحب وليس بغير هذا !!

فكان الرجال يهابون العشق لعلمهم أنه يردي صاحبه بطول البحث عن لحظة

ذاك اللقاء ( الذي يحظى كل شطر فيه بصاحبه في صدر الآخر ) ولاشك

لديهم أن هذا البحث أشبه ما يكون برحلة ضياع إن لم يترجم بلقاء يرضاه

الله تعالى.. ( ولكن ليس كل الناس ينال ما يتمنى )

فكم من الناس بدأ رحلة الضياع والهيمان يظن الوصول !!

فغاب بعقله في غياهب فلاة العشق ودهاليز الغرام ومات فيها والشطر بصدره !!

فيعيش الشطر الآخر في قلب الحبيب الحي يتيم الأخ كسيرا لا ينفعه إلاوإلا الموت!

(إذا فقد كان العشق يعترض طريقهم وهو الذي يطلبهم اضطرارا وقدرا)

(وهذا الزمان نحن نطلب الحب ونعترض طريقه طلبا واختيارا)

فعاشوا ليحققوا الحب ، ونحن نحب لأننا نعيش !! والذكي الأريب يفهم!!

العائد بعد طول غياب / الأسيـــــــــــــــــف