[مها قزاز]

عن عبد الله بن عمر يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يصلي فيه قال فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي قال فقلت لبلال كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي قال يقول هكذا وبسط كفه وبسط جعفر بن عون كفه وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق .تحقيق الألباني :حسن صحيح

فمسجد قباء هو ثاني مسجد في المدينة المنورة في الاهمية بعد المسجد النبوي
وهو أول مسجد بني في الاسلام بعد الهجرةوهو من الاماكن المعظمة التي لها حرمتها
فاقتضت الحكمة تعظيم هذا المكان كما اقتضت الحكمة ذهابه صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه ركعتين

أخبرنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن قتادة بن دعامة حدثه أن أبا الطفيل البكري حدثه أنه سمع ابن عباس يقول: "لم أرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستلم غير الركنين اليمانيين".

ما هما الركنان التي يسن تقبيلها في الكعبة المشرفة؟؟؟
هما الركنان اليمانيان
قبل الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر الاسود او الحجر الاسعد كما يحسن بنا ان نسميه
الحجر الاسعد والركن اليماني هما الركنان اليمانيان والاخران الركنان الشاميان
مسحهما يحط به الله تعالى الخطايا
النبي صلى الله عليه وسلم استلمهما لانهما بنيا على قواعد سيدنا إبراهيم
الركن اليماني يستلم ولا يقبل
الركن الوحيد الذي يقبل الحجر الاسود
من الأدب الا يشار الى الركن اليماني الا عند العجز عن استلامه باليد
اما ان يستلم او يترك الاشاره اليه يكبر ويمضي دون الاشارة عند المالكية
الشافعية يقولون لا يقبل الركن اليماني ولكن يقبل ما استلم به
الحنابلة لا يشيرون اليه عند العجز

عبد الله بن عدي بن الحمراء قال له: رأيت رسول الله (ص) وهو على ناقته، واقف بالحزورة يقول: والله إنّك لخير أرض الله، وأحبّ أرض الله إليّ والله لولا أنّي أُخرجتُ منكِ ما خرجت.

والحزورة حارة مكية قديمةكانت تسمى فيما مضى القشاشية نسبة الى القشاشين
والقشاشون هم بائعو الحرير
ويوجد في المدينة حارة اسمها قشاشة نسبة الى الشيخ القشاشي من كبار العلماء الصالحين
وفيه تعظيمه صلى الله عليه وسلم حتى للجمادات فمدينة مكة من الجمادات التي لها حرمتها
تعظيم للمكان والزمان طالما اوجب الله تعظيمها



* قالت عائشة رضي الله عنها : (ماخير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً
فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وماانتقم رسول الله لنفسه إلا ان تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله به"

كان صلى الله عليه وسلم يعظم كل حرمة من حرمات الله الا ان تنتهك فينتقم لها



قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد اليهود يصومون عاشورافقال: {ما هذا؟ } قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: {فأنا أحق بموسى منكم}. فصامه وأمر بصيامه) [رواه البخاري

تعظيم الزمن المعظم لسبب فيه من الله تعالى


وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم على مياههم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا المدينة بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا فقال أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم متفق عليه وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقال لا إله إلا الله وقتلته قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يؤمئذ

كان يفترض من اسامه رضي الله عنه ان يعظم ذلك الرجل لانه قال لا اله الا الله
ولكنه ظن أنه قالها متعوذا خائفا من السلاح
المفترض من قال لا اله الا الله ان نجعل باطنه لله تعالى وينتهي الامر عند هذا الحد
من فوائد ذلك
كان ذلك دليل على قوة الايمان
كان دليل على تمام الاذعان لله عز وجل لانه هو من اعطاها تلك الحرمه
ويتسع مدلول التعظيم ليشمل المسلم والكافر المعاهد فهو خلق من خلق اللهيجب ان نعظم الله فيه فلا تنتهك حرمته