الحديث التاسع عشر :
عن جابر رضي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة رواه مسلم . وفي رواية له لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة وروياه جميعا من رواية أنس رضي الله عنه . قوله يرزؤه أي ينقصه .
وفي روايه فلا يغرس المسلم غرساً,فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلاكان له ُصدقة إلى يوم القيامة )
من عادته صلى الله عليه وسلم إظهارالفأل وتبشير الناس
من فضل الله وكرمه ان الثواب متصل للعبد حتى بعد وفاته
يثيبه الله مالم يكن سببا في التفريط من بورك له في شيء فليلزمه
الزراعة افضل المكاسب وهي من ابواب الخير المتعددة وهي من المعروف التي يثاب عليه العبد
الحديث العشرون :
عنه قال أراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم إنه قد بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد ؟ فقالوا نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك فقال بني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم رواه مسلم . وفي رواية إن بكل خطوة درجة رواه مسلم ورواه البخاري أيضا بمعناه من رواية أنس رضي الله عنه و بنو سلمة بكسر ال م قبيلة معروفة من الأنصار رضي الله عنهم وآثارهم خطاهم .
ومن الخير والمعروف الذي يثاب عليه العبد كثرة الخطى الى المساجد
يثاب العبد وتاتيه الحسنات سواء كان قريب من المسجد او بعيدا عنه متى تعلق قلبه بالمسجد والصلاة
وفي هذا الحديث بشرى وفال حسن منه صلى الله عليه وسلم لبني سلمة " دياركم تكتب آثاركم"
وفي هذه الحاديث أيضا دليل على كثرة طرق الخيرات وأن منها المشي إلى المساجد وهو كما سبق مما يرفع الله به الدرجات ويحط به الخطايا فإن كثرة الخطا إلى المساجد سبب لمغفرة الذنوب وتكفيرالسيئات ورفع الدرجات
الحادي والعشرون :
عن أبي المنذر أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له أو فقلت له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء ؟ فقال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع الله لك ذلك كله رواه مسلم . وفي رواية إن لك ما احتسبت الرمضاء الأرض التي أصابها الحر الشديد .
ابو المنذر ابي بن كعب يكنى بأبي المنذر وأبو الطفيل وهو من اهل البيعة ومن أجلاء الصحابةفاز بمنقبة خاصة
وهي أنه صلى الله عليه وسلم قرأ عليه القرآن بأمر من الله
ومن جميل هديه صلى الله عليه وسلم الفأل الحسن وإحياء الامل في النفوس وتحريرها من المحبطات "قد جمع لك الله ذلك كله"
وكما قال الشاعر
اعلل النفس بالأمال ارقبها**ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
__________________
|