خلق جديد من أخلاقه صلى الله عليه وسلم وهو تكريمه للانسان والمرأة على وجه خاص
تكريم الله سبحانه للإنسان يتجلى في أن خلقه على احسن صوره منحه العقل والسمع والبصر وجميع الجوارح
ويتجلى ايضا في تسخيره السماء والأرض له وكل مافي الكون
عن أبي هريرة وأبي سعيد ـ رضي الله عنهماقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول الله له: ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا، وسخرت لك
الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع، فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟" قال: "فيقول: لا فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني".
كما يتجلى تكريمه سبحانه وتعالى للانسان في ارسال الرسل لبني البشر"وما ارسلناك الا رحمة للعالمين"
ويتجلى تكريمه سبحانه في توفيق العبد وحفظهله وتكريمه سبحانه غير منقطع وذلك عندما يتجلى علينا في الاخره في رحمته
وتكريم الانسان لنفسه بالعلم والمعرفة يزكي نفسه"قد افلح من زكاها"
تكريم الانسان للانسان لوالديه ومجتمعه للمرأة للمسلم
وغير المسلم"لكم دينكم وليا دين""لاإكراه في الدين"" ولو شاء ربك لأصلح من في الأرض جميعا"
ولسيدنا أبو هريرة رضي الله عنه أثر موقوف"المؤمن أكرم على الله من ملائكته"
نظر ابن عمر الى الكعبة وقال:"ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن اعظم حرمة عند الله منك
وفي تكريم عملي منه صلى الله عليه وسلم للمرأة تتجلى عند استماعه لهذه الندوة الحواريه التي حكت له عنها السيدة عائشة رضي الله عنها
( جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً 0
قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقى .
وقالت الثانية : زوجي لا أبث خبره، إني أخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره .
وقالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .
وقالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة .
وقالت الخامسة : زوجي إذا دخل فَهِد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .
وقالت السادسة : زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف، وإذا اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث .
وقالت السابعة : زوجي عيايا أو غيايا ، طباقا ، كل داء له داء ، شجك أو فلك أو جمع كلاً لك.
وقالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب .
وقالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .
وقالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك! مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح ، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .
وقالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ! أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح .
أم أبي زرع فما أم أبي زرع ! عكومها رداح ، وبيتها فساح .
ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ! مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة .
بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها .
جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ! لا تبث حديثنا تبثيثاً ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً ، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً .
قالت : فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلاً ثرياً ، ركب سرياً ، وأخذ خطياً ، وأراح علي نعماً ثرياً ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك ، قالت : فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضي الله عنها - : كنت لك كـأبي زرع لـأم زرع ) .
وفي رواية النسائي قال لها : ( ولكني لا أطلقك )،
__________________
|