
و من أسمائه تعالى : الهادي و هو بمعنى توفيق الله لمن أراد من عباده و بمعنى الدلالة و الدعاء قال الله تعالى : { و الله يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } و أصل الجميع من الميل و قيل : من التقديم
و قيل في تفسير { طه } إنه يا طاهر يا هادي يعني النبي صلى الله عليه و سلم و قال الله تعالى له : { و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم } [ سورة الشورى / 42 ، الآية : 52 ]
و قال فيه : { وداعيا إلى الله بإذنه } [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 46 ]
فالله تعالى مختص بالمعنى الأول قال تعالى : { إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء } [ سورة القصص / 28 ، الآية : 56 ]
و بمعنى الدلالة ينطلق على غيره تعالى
و من أسمائه تعالى : المؤمن المهيمن قيل : هما بمعنى واحد فمعنى المؤمن في حقه تعالى : المصدق وعده عباده و المصدق قوله الحق و المصدق لعباده المؤمنين ورسله و قيل : الموحد نفسه و قيل : المؤمن عباده في الدنيامن ظلمه و المؤمنين في الآخرة من عذابه
و قيل : المهيمن بمعنى الأمين مصغر منه فقلبت الهمزة هاء
و قد قيل : إن قولهم في الدعاء : آمين ـ إنه اسم من أسماء الله تعالى و معناه معنى المؤمن
و قيل : المهيمن بمعنى الشاهد و الحافظ
و النبي صلى الله عليه و سلم أمين و مهيمن و مؤمن و قد سماه الله تعالى أمينا فقال : { مطاع ثم أمين } [ سورة التكوير / 81 ، الآية : 21 ]
و كان ـ صلى الله عليه و سلم ـ يعرف بالأمين و شهر به قبل النبوة و بعدها و سماه العباس في شعره مهيمنا في قوله [ 84 ] :
( ثم احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق )
قيل : المراد : يأيها المهيمن قاله القتيبي و الإمام أبو القاسم القشيري
و قال تعالى : { يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين } أي يصدق
و قال صلى الله عليه و سلم : [ أنا أمنة لأصحابي ] فهذا بمعنى المؤمن
هناك اسماء مشتركة بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه ورسله عليهم السلام
وجوب معرفة مقام الخالق والمخلوق فالله سبحانه هو المكلف بها فالله الهادي والرسول هو المرشد والدليل لطريق الهداية وطريق الله سبحانه باظهارها الى حيز التنفيذ
والاصل طلب الهداية من الله لقوله تعالى"ادعوني استجب لكم"
التوجه في الدعاء الله سبحانه وتعالى
والاعتقاد التام بان الله هو الهادي النافع الضار الرازق المعطي...
والابتعاد في الدعاء عن الالفاظ الموهمة