
06-04-2009, 01:00 PM
|
|
اقوال في الحب
يقول الشاعر :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكنا
ويقول ابن القيم رحمه الله: "القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ"
قال ابن القيم - رحمه الله - :
العشق هو الإفـراط في المحبة ،
بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ،
حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ،
بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ،
فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القُوى ،
فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ،
فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ،
ويختلُّ جميع ذلك فتعجـز البشر عن صلاحه ، كما قيل :
الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـةً *****تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى*****جـاءت أمـور لا تُطاق كبار
والعشق مبادئه سهلةٌ حلوةٌ ، وأوسطه همٌّ وشغلُ قلب وسقم ، وآخره عَطَبٌ وقتلٌ . إن لم تتداركه عنايةٌ من الله كما قيل :
وعش خاليا فالحب أوله عنى **** وأوسطه سقم وآخره قتل
وقال آخر :
تولّهَ بالعشق حتى عَشِق ***** فلما استقل به لم يُطِقْ
رأى لجةً ظنها موجـةً ***** فلما تمكن منها غَرِق
يقول السلف : (من تعجل شيئا قبل أوانه ... عوقب بحرمانه !!)
يقول ابن القيم: "وحسب قتيل العشق أن يصح له هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنّة حتى يصبر لله و يعف لله و يكتم لله , لكن العاشق إذا صبر وعفّ وكتم مع قدرته على معشوقه، وآثر محبة الله وخوفه ورضاه، هذا من أحق من دخل تحت قوله تعالى: (وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإّن الجنّة هي المأوى)"
"إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"..
.. "وحين يصدق المسلم في حبه لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يتحرّر به من ضغوط المادة، ودوافع الغريزة، ونزوات الذات، وألوان الوهن والضعف البشري، وتنتظم به حياته وفق قِيَم سماوية وموازين علوية.. فيتجاوز شوطه سنين هذه الحياة الدنيا إلى الرغبة في العيش الأبدي، وتسمو أهدافه على حرث الدنيا ومتاعها إلى نعيم لا يحول ولا يزول.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لم يُر للمتحابين مثل النكاح".
__________________
|