3/12/2007
دروس مستفادة منباب الحج من كتاب رياض الصالحين
للسيد عبدالله فدعقاثابه الله
والحج هو القصدلغة
وهو قصد بيت الله المحرم والكعبة المشرفة لاداءالنسك
فمن ادى النسك واتى بجميع الشرائط والواجبات والاركانوالسنن على الوجه المطلوب(يعتبرحاجا)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول"من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدتهامه"
مسالة في اصولالحديث:
اقوى درجة في الرواية هي ما يصرح فيه الرواي بقولهسمعت
فهو اقوى واعلى درجات الحديث أي(سمعته باذني ووعاه قلبي)فلا يتطرق اليهشك
ومن ثمرات الحج المبرور الذي لا رفث فيه ولا فسوق بالتزامجميع الاداب رجوع العبد طاهرا نقيا كيوم ولدته امه والفوزبالجنة
والرفث اللغو, والفسوق الكذب, والكلام في امور لاينبغيالخوض فيها من مترفات ونيل حقوق الاخرين
وما اليها من افات اللسان
ومنه الا يصر على صغيرة ولا يرتكب كبيرة بل الالتزامبالاخلاق الفاضلة
الرجوع الى الله بالتوبةالخالصة اذا ما بدر منه خطا بارتكابصغيرة
الاولى الانشغال بالتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفاروكل عمل يقرب الى الله تعالى
وفي رواية غفر له ما تقدم منذنبه وما تأخر فلا يختم له الا بخير
فيحفظه في القادم من الاياماو يعطيه ناقوس الخطر ليتوب ويستغفر
من عظيم فضل الله اكرامنابالمغفرة من كل ذنب فجدير بنا ان نصبح اشد التزاما وتمسكابالفضائل
الى ما بعد انتهاء النسكوالفريضة
وعنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العمرة للعمرةكفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الاالجنة"
تعدد ابواب المغفرة تفضلا من الله على عباده ليحظو بقربهوحبه وخلته
لقوله صلى الله عليه وسلم(حجج تترا وعمرا نسق ينفينالفقر وميتة السوء)
ومنه المداومة على كل عمليقرب الى الله تعالى
لينعم بقربه بالامن والسلاموالاستقرار
قليل مستمر خير من كثيرمنقطع
اداء الحقوق ما له وما عليه بالتسامحوالدعاء
التوجه بالدعاء مباشرة لله تعالى فانه لا يتعاظمه شي وهوعلى كل شي قدير
ومنه ما جاء في قصة رابعهالعدوية حين اراد احدهم سرقتها حتى ان تمكن من كل شيء سمعها تقرأ(الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكرالله...)
فانتهى عن فعله
ينبغي على المرء ان يحتاط منكل معصية بعدم ارتكابها فكل معصية هي قاصمةالظهر
والاولى التوبة والرجوع الى الله فباب عفوه مفتوح وفضلهواسع
فديننا دين اليسروالوسطية
والعمل بحسب جهد الانسان بما يتوافق مع قوتهوضعفه
عن عائشة رضي الله عنها قالت:"يارسول الله ،نرى الجهادافضل العمل افلا نجاهد فقال:"لكن افضل الجهاد حجمبرور"
وفيه ان الجهاد فريضه على كل مسلم ومسلمة وهو ذروة سنامالاسلام
جهاد بالمال والبدن وهو ارقى انواع الجهاد او بالمال اوبالبدن
وهو المدافعة عن النفس وصد هجوم العدو ولا يكون الا بامرولي الامر وهو الحاكم الشرعي للبلادوللجهاد انواع جهاد اكبر وجهاداصغر
والاسلام ما انتشر الا بحد السيف والاصل فيهالحوار
"ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظةالحسنة"
وصلى الله على سيدنا محمدوعلى اله وصحبه وسلم
وجزى عن السيد عبداللهفدعق ما هواهله
فائدة لغوية "حبيب" علىوزن فعيل وهي صيغة مبالغة بمعنى مفعول
9/12/2007
دروسمستفادة
بيان فضل يوم عرفه وهو العتق منالنار
تهافت الناس والطمع والامل في الوصول الى يوم عرفهلينالوا فضله وبركته
وحصولهم على كشف حسابنظيف حيث يرجع العبد كيوم ولدته امه طاهرا خاليا منالذنوب
ومن فوائد يوم عرفه "ليشهدوا منافع لهم" مغفرة وعتقوبلوغ جميع المقاصد والمطالب
مقاصدالحج
مقاصد عقائدية اداء النسك وتعظيم شعائر الدينوالتوحيد
مقاصد فقهية بطلب التيسير والتخفيف وهو علم الواقعلمعرفة ما له وما عليه في امور الدين
مقاصد مالية حيث يعتبرالحج اكبر مضخة من مضخات الاموالالمباركة
بتبادل الاموال والتجارة بين الحاج والتجار والخيراتالواسعة الاتية من كل مكان
مقاصد فكرية حيث تلاقحعقول اهل العلم وتلاقي العلماء من انحاء العالم في مكة والمدينةالمنورة
مقاصد اجتماعية التعارف والامن "وجعلناكم شعوب وقبائللتعارفوا"
مقاصد فردية حيث يسعى الفرد لتطهير نفسه روحيا وجسدياوتقويمها فالنظافة عصب اساسي لتقويمالحاج
مسألة اصوليةمهمة:-
وهي هل القول مقدم على الفعل ام العكس عند اهلالعلم
في قوله صلى الله عليه وسلم"عمرة في رمضان تعدل حجةاو حجة معي"
هناك من يقدم القول علىالفعل
هناك من يقدم الفعل علىالقول
من قال بتقديم الفعل انه صلى الله عليه وسلم ما قالهالا تطيب للخاطر بعد حجة الوداع
من قال بتقديم الفعللانه صلى الله عليه وسلم ما عقد عمرة في حياته الا في شهر ذيالقعدة
فهو صلى الله عليه وسلم ذو الشخصية النبوية الواقعيةالمختلفة التي لا تناقض فيها الصالحة لكل زمانومكان
فهو النبي القائد الاب المعلم الحبيب الكريم المبجلالذي نعتز به صلى الله عيه وسلم
الترخيص للكبير المعطوبومن له عذر عدم القدرة على ركوب الراحلة في التخلف عن اداء نسك الحج بالنيابة عنهمن يحج بدله
جواز احجاج الصبي قبلالبلوغ ومباشرته للنسك ويعامل معاملةالحاج
وفيه تاليف للصبي على العبادة يغنم وليه ما اتى به منحسنات دون غرم السيئات التي تحصل منه
جواز تبادل المنافعوالتجارة في مواسم الحج ما دام النية القصد ابتغاء فضلالله
22/12/2007
باب اليقينوالتوكيل
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
سيدنا محمد صلىالله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم
نكمل درسنا في باب اليقين والتوكل
قولهتعالى: (الَّذِينَقَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْفَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آلعمران:173) .
هذه الآية نزلت فيالصحابة_ رضي الله عنهم_ حيث حصل عليهم ما حصل في غزوة أحد، مما أصابهم من القرح والجروح الشهداء، فقيل لهم: إن أبا سفيان كان قد عزم على الكرة عليكم، و جمع لكمالناس، فندبهم النبي عليه الصلاة و السلام إلى ملاقاته و مقابلته، فاستجابوا الله والرسول من بعد ما أصابهم القرح، و وأصيبوا بهذه النكبة العظيمة، فقتل منهم سبعونرجلا استشهدوا في سبيل الله، و حصل للنبي صلى الله عليه و سلم و لغيره من صحابته_ رضي الله عنهم_ ما حصل، و مع هذا استجابوا لله و للرسول
يعني إن أبا سفيان ومن معه ممن بقي من كبراء قريش جمعواللنبي صلى الله عليه و سلم يريدون استئصاله، و لكن يأبى الله إلا إن يتمنوره.
قال تعالى: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍمِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) ذهبوا و لكنهم لم يجدواكيدا، و آبو سفيان ومن معه ولوا على أدبارهم، و لم يكروا على الرسول صلى الله عليهو سلم، فكتبت للصحابة رضي الله عنهم_ غزوة من غير قتال. كتبت هذه الرجعة غزوة منغير قتال، قال الله تعالى: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَاللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِوَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (آل عمران:174) .
اليقين . أمر قلبي وليست بصري اعلى درجات اليقينبالقلب
أما التوكل. فإنه الاعتماد على الله على حول اللهوقوته لأحول ولا قوة الابالله
اليقين والتوكل بحسب ثقةالإنسان بالله تعالى
التوكل واليقين في القلبوالتحرك بظاهر مطلوبمثال
(اللي يركب سيارته وما يربط الحزام )
والتوكل واليقين أمر قلبي لاينافي الأخذ به وزادهم ذلك
الامرايمانا فقالوا حسبيالله ونعم الوكيل
كلمة حسبي الله ونعم الوكيلقالها سيدنا إبراهيم حين ألقي في
النار وقالها سيدنا محمدوأصحابه حين قيل لهم.
إِنَّ النَّاسَ قَدْجَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُوَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173) .
عن أبي هريرة قال قال الرسولصلى الله عليه وسلم ( إذا وقعتم
في الأمر العظيم فقالواحسبنا الله ونعم الوكيل )
وعن عائشة إن النبي صلىالله عليه وسلم إذا اشتد غمه مسح
بيديه على رأسه ولحيته ثمتنفس الصعداء وقال
حسبي الله ونعم الوكيل
وقال الرسول عليهالصلاة والسلام حسبي الله ونعم الوكيل أمان
كل خائف.
(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُيُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:175) .
( يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ )
وكان سيدنا محمد يصيبه الخوف ويصيبه المرضفإذا لم يكن
يشعربذالك لما نزلت سورة قريش
اكبر نعمة هي نعمة الأمان كانالرسول صلى الله عليه وسلم
عندما يصيبه الغم يأخذ بالأمرويقول حسبي الله
ونعم الوكيل
(معنى حسبه أي كافيه )
من بابا التوكل واليقين هناك رجل كان يجلس فيالمسجد دائما
جالس في المسجد أتى رجل قال له من أين لك
الأكل قال له
من الله لم يصدقه قال له هناك رجل يهودي يسكنقريب من
المسجدهو الذي يأتيني بالأكل فصدقه قال له إني سوفا
أعيد صلاتي كلها لأنك أنت رجل لمن تتوكل علىالله........
اللهم اجعلنا من المتوكلينعليك حسن توكل
دروس مستفاده
باب اليقين والتوكل من كتاب رياض الصالحين
قالتعالى:"ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا :هذا ما وعدنا الله ورسوله وما زادهم الاايمانا وتسليما
ولليقين معاني كثيرة ومنها انه العلم الذي لا شك معه وهو درجاتعلم اليقين وحق اليقين وعين اليقين
وهو الاعتقاد بالشيء دون خلافه
وهو امرقلبي يحتاج الى رؤيه بالقلب قبل العين
ومن اعلى درجات اليقين التمييزبالقلب
والتوكل هو الاعتماد على المولى سبحانه وتعالى
والخروج من الحولوالقوة الى حول الله وقوته
والاعتماد على حول الله وقوته والتبرء من حوله وقوتهواللجوء الى حول الله وقوته
ويكون بحسب الثقه بالله والاعتقاد بأن امر الله نافذلا يردومحله القلب
والتوكل على الله بالقلب لا ينافي الاخذ والتحركبالظاهر
وحقيقة التوكل هي ان يكون الانسان اوثق بما عند الله بما عنده
توكلعلى الله مع الاخذ بالاسباب
توكل على الله دون الالتفات الى الاسباب
وكله خيرلقوله تعالى"فإذا عزمت فتوكل على الله"
والعزم لابد ان يكون بعد اخذالمشوره"وشاورهم في الامر"وجمع الاراء ثم العزم والمضي في الامر والتوكل علىالله
لقوله تعالى"وتوكل على الحي الذي لا يموت"فهو حسبنا ونعم الوكيل لقولهتعالى"ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
ويكفينا ان نبينا الكريم يوصينا بالتوكل علىالله عند الوقوع في الكرب او أي امر عظيم بقول حسبنا الله ونعم الوكيل
وقد روتالسيدة عائشة رضي الله عنها انه كان اذا اشتد به الكرب والغم يمسح على راسه ولحيتهويتنفس الصعداء
ويقول "حسبنا الله ونعم الوكيل"
فهي امان لكل خائف الخوف الذيهو قيمة انسانية موجودة عند البشر ومن اكبر النعم ان يشعر المرء بقيمة الامن بعد انيسكنه الله من خوفه عند اللجوء والتوكل اليه بالدعاء نسال الله ان يرزقنا اللهالامن والامان
وهي من المجربات بشرط الاعتماد على الله اولا واخر دون الاعتقادبانها وردت بهذه الكيفيه في القران والسنه