24/3/2008
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد النور الهاديالى الصراط المستقيم
دروس مستفادة للسيد الدكتور عبدالله فدعق من رياضالصالحين باب التفكير في عظيم مخلوقات اللهتعالى
وفناء الدنيا وأهوال الأخرة وسائر أمورهما وتقصيرالنفس وتهذيبها وحملها على الاستقامة
قال تعالى:"إنما أعظكم بواحدةأن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا"
وقال تعالى:"إن في خلقالسموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون اللهقياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاسبحانك"
وقال تعالى:"أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت وإلى السماءكيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما انتمذكر"
وقال تعالى:"أفلم يسيروا في الأرضفينظروا"
وفي تسلسل عذب يصل بنا الإمام النووي إلى هذا الباب فيالتفكر في عظيم مخلوقات الله لنكون ضمن رياض الصالحين بالإخلاص والتعري عن كل مادون الله سبحانه وتعالى لنصل للتوبة فالصبر والصدق والمراقبة واليقين والاستقامةوهو تسلسل له رؤية معينة في خاطر الامام النووي وليست اعتباطا ولا بناءاهجائيا
وهو بهذا يحثنا على أن نجيب ونجول بفكرنا في كل ما في هذاالوجود من مخلوقات حيوان وبشر وجماد ومأكل ومشرب ونتأمل في عظيم خلق الله وملكوتهالعرش والكرسي والسماء والأرض وانها لولاه سبحانه لما كان لها وجود في هذاالوجود
وأن الإنسان تتحدد قيمته بمقدار إعمال فكره في ملكوتالخالق الدائم
فالتفكر في عظيم خلق اللهعبادة
وهذا رجل من الصحابة ينظر الى النجوم في السماء وهومستلقيا على ظهره يقول"اشهد ان لك رب وخالق اللهم اغفر لي.نظر الله اليه فغفرله"
التفكر الدائم بأن الدنيا الى فناء وزوال ولكن لا يأخذهقصر الامل ولا يلهيه طول الامل فهي دارعمل
تهذيب النفس وحملها على الاستقامة فالاستقامة خير من الفكرامة
الرجوع الى النفس بالاتهام والتقصير للمحاسبة والرجوعبالتفكر والمناظرة والاستشارة والاستخارة
الإستزادة من العلم لتقويمالنفس إصلاحها
إن هذا العلم دين فأنظر عنمنتأخذ دينك
أمر بالنظر والتفكر في أرضالله الواسعة
الدعوة إلى المعرفة وطلبهامن أهلها والسفر لها
تغرب عن الأوطان فيطلب العلى..
وسافر لخمسفوائد..
تفريج هم..واكتسابمعيشة..
وعلم..وآداب ..وصحبةماجد
فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبعنفسه هواها وتمنى على الله الاماني
تقويم النفس وعدم تركها هملاوعدم التسويف
اللهم نشأتنا على الدلال فلا تسلبه منا وصلى الله علىسيدنا محمد وعلى آله وصحبهوسلم
31/3/2008
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدالمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
وبالسند الصحيح المتصل إلى الامام أبي زكريا يحي بن شرف النوويالدمشقي في كتابه رياض الصالحين
إلى أن وصلنا إلى
باب المبادرة إلىالخيرات
وحث من توجّه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد
المبادرة هي المسارعة والتقدم والإقبال، فالانسان مأمور بفعلالخيرات وعدم الإيثار بها.
القاعدة ((لا إيثار فيالقربات)) فبادر بالصدقة وبالصف الأول في المساجد فلا تقدم أحد على نصيبك في نيلالقربات والحسنات، وهذا ديدن الصحابة رضوان الله عليهم كما ورد في الحديث أن سيدناعبدالله بن العباس عندما كان صغير السن لم يؤثر كبار الصحابة بنصيبه من رسول اللهعليه الصلاة والسلام في شربة ماء بعد الرسول عليه الصلاةوالسلام.
وبه اليه قال :
قال الله تعالى: (فاستبقوا الخيرات)
أي سارعوا إلى فعل الخيرات
وبه اليه قال:
قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرضأُعدّت للمتقين)
اي سارعوا للأعمال والأسبابالتي توصل للمغفرة والأعمال الموصلة للجنة، وهذه الأعمال تحديدا مخفية مثلها مثلاسم الله الأعظم وباب رضاه وباب سخطه وغضبه والساعة وعلم الغيب ولكن في الجملة فهذهالأعمال معروفة ومتاحة للجميع وهي كل ما حث عليه الشرع من صلاة وصيام وصدقةوابتسامة ودعاء ومساعدة المحتاج.
كما أن الأعمالالتي توصل لغضب الله تحديدا غير معروفه الا أنها في الجملة معروفة ومنها الغيبة،قال الغزالي في الاحياء (احدهم لو رأى رجلا تلبس بخاتم من ذهب لتنكر عليه وما يدريأن الغيبة هي أكبر)
لطيفة/ يقول الصالحون أن اسمالله الأعظم هو الهمّة، أي استعمل همّتك أيها العبد في استعمال اسماء الله الحسنىال99 المعروفة.
لطيفة / اورد الله كلمة عرضها ليصفكبر الجنة ولم يورد كلمة طولها، فإذا كان عرضها بهذا الحجم فما بالكبطولها.
وبه اليه قال:
عن أبي هريرة رضيالله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: (بادروا بالأعمال الصالحة،فستكون فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبحكافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا) رواه مسلم
هذا أمرمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمبادرة بالأعمال الصالحة، والأحكام التكليفيةأمران ونهيان وبينهما مباح واحد فالأمران اما واجب أو سنة والنهيان اما محرم أومكروه، فاذا فسد الزمان أصبح الأمر واجب والنهي محرم واذا صلح الزمان أصبح الأمرسنة والنهي مكروه.
ويشير الرسول الكريم الى تتابعالفتن واحدة تلو الأخرى فالفتن لاتنتهي فبادر بالأعمال الصالحة وهذا هو علاج الفتن،والفتن اذا تراكمت على القلوب تصبح قاسية ، ومنع الفتن من حولك من أهم الأعمالالصالحة الواجب المبادرة اليها قبل أن تصيب خاصتك.
والكفر المذكور هنا هو اما كفر حقيقي كمن بدل دينه أو كفر معنوي كمنجحد النعمة.
ويختتم الحديث بمن يبيع دينه بعرض منالدنيا وهي من أكبر الفتن كمن يفتي ويحلل الحرام والربا والرشاوي بمسميات أخرى وذلكلأغراض دنيوية
20/4/2008
وبالسند الصحيح المتصل إلى الامامأبي زكريا يحي بن شرف النووي الدمشقي في كتابه رياض الصالحين
إلى أن وصلناإلى
باب المبادرة إلىالخيرات
وحث من توجّه لخير علىالإقبال عليه بالجد من غير تردد
دروس مستفادة للسيد الدكتور عبد اللهفدعق
الحديث الثاني عن أبي سروعة- بكسر السين المهملة وفتحها-عقبة ابن الحارث رضي الله عنه قال :صليت وراء النبي صلىالله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس الى بعض حجرنسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته قال:"ذكرت شيئامن تبرعندنا فكرهت ان يحبسني فأمرتبقسمته"
ينقلنا الامام النووي رضي الله عنه من باب الاستقامة الى محطة جديدة نترقىبها الى درجة تؤهلنا أن نكون بها في زمرة رياض الصالحين وهي المبادرة والمسارعة الىالخيرات
وفي هذا الحديث الشريف نتعرف على عادة من عاداته صلى الله عليه وسلم وهوالراحة والتريث بعد الصلاة للتسبيح والذكر
ولكنه في هذه المرة يسرع بعد صلاة العصرويتخطى رقاب المصلين إلى بعض حجرات نساءه لانه تذكر أمر ما
انشغل بهتفكيره اثناء الصلاة فتغيرت عادته من حال التريث والراحة إلى الحركةوالإسراع
(تخطي الرقاب في حال الجلوس-خرق الصفوف في حال قيامالمصلين)
ليعلمنا أمر هام أن الأموال التي في أيدينا ولاحاجة لنا بها قد تحبسنا عندخول الجنة
تعجب الناس من سرعته ورأى عجبهم وفسره لهم بانه تذكر قطع من ذهب في بعضحجرات نساءه
فأخرجها وأمر بقسمتها مع قدرته على تقسيمهابنفسه
ونتعلم منه صلى الله عليه وسلم سنة من السنن وهي جواز الإستنابة مع القدرةبتوكيل من ينوب عنك مع القدرة على القيام بالعمل كتوكيل من ينوب عنك في رمي الجمارمع القدرة على ذلك
الحديث الثالث عن جابر رضي الله عنه قال:قال رجل للنبي صلىالله عليه وسلم يوم أحد: أريت إن قتلت فأين أنا؟ قال:"في الجنة"فألقى تمرات كن فييده ثم قاتل حتى قتل .
وهذه القصة في يوم أحدوالرجل أبي دجانة رضي الله عنه
وقد انشد يومها هذهالابيات
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسيف لدى النخيل**ألاأقوم الدهر في الكيلول أضرب بسيف اللهوالرسول
وهي تختلف عن قصة الصحابي عمر بن الجموح رضي الله عنهفي يوم بدر حين كانت بيده تمرات والقاها وقال انها لحياة طويلة وتقدمللقتال
نتبين من القصتين ان مجتمع الصحابة يسير على نفسالنهج والمبادرة للخيرات فهم من مدرسة واحدة هي مدرسة محمد صلى الله عليهوسلم
وفيه الحث على ان تكون روح المبادرة عالية في العلموالعمل والصدقةوتجديد النية والاخلاص لله سبحانه وتعالى في كلعمل
عدم الايثار في القربات مع التعامل بسمو فيالأخلاق
الحديث الرابع:عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الىالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال:"أن تصدق وأنت شحيح تخشىالفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كانلفلان كذا"
الحث على الصدقة والمبادره لها وانت صحيح شحيح تخشىالفقر وتأمل الغنى
جمال عمل الخيرات فيالصحة وما لها من أثر على حياته في الدنيا والأخرة
الحث على الوصيةللاقرباء بالدعاء والصدقة
وصلى الله على سيدنامحمد وعلى اله وصحبه وسلم
اللهم ثبتنا على الحقوالهدى ويارب اقبضنا على خيرملة
12/5/2008
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنامحمد واله وصحبه اجمعين
دروسمستفادة للسيد الدكتور عبدالله فدعق في باب المجاهدة
قال تعالى :"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن اللهلمع المحسنين"
وقال تعالى:"واعبدربك حتى يأتيك اليقين"
وقالتعالى:"واذكر ربك وتبتل إليه تبتيلا"
وقال تعالى:"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره"
وقال تعالى:" وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هوخيرا وأعظم أجرا"
وقال تعالى:"وماتنفقوا من خير فإن الله به عليم"
والمجاهدة هي التحمل فإذا تحمل الانسان وبذل كل طاقته في سبيل رضاالله هداه الله الى سبل النجاة
فأبواب الخير متعددة ومنح الله وعطاياه لا تنقطع فالله دائما معالمحسنين الذين يبحثون عن معيته فالله سبحانه معنا في كلمكان
لاتدركه الابصار وهوتعالى يدرك الابصار
فاللهتعالى يجالس من يكثر ذكره سبحانه وتعالى وينقطع الىه سبحانه وتعالى ويتبتل لهبالدعاء والعبادة الخالصة الظاهرة والباطنة من صلاة وصوم وزكاة وصدقة واخلاص وخوفوخشية الى ان ياتي اليقين وهو الحق الموت
فقيمة الانسان تتحدد دائما بمقدار عمله واهتمامه بالآخرين وتقديمالعون لهم فمن عمل خيرا يجزى به
وكان هذا اسلوب للتشويق" من يعمل مثقال ذرة خيرايرى"لذلك ينبغي على الانسان انيكون دائم العطاء والمنح للآخرين لينال الجزاء الاوفى من اللهتعالى
حديث القدسي تظهر فيه حالة الحب لله ومعيته لعباده متى انقطعوالمجالسته وذكره (" إني والأنس والجن في نبأ عظيم اخلق ويعبد غيري ,أرزقويشكر
سواي, خيري الي العباد نازل, وشرهم الي صاعد, اتودد اليهم برحمتي وأناالغني عنهم ويتبغضون الي بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إليه , أهل ذكري أهل مجالستيفمن أراد ان يجالسني فليذكرني , أهل طاعتي أهل محبتي ,أهل معصيتي لا أقنطهم منرحمتي إن تابو الي فأنا حبيبهم وإن أبو فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب
لأطهرهم منالمعايب , الحسنه عندي بعشر أمثالها وأزيد . والسيئة عندي بمثلها وأعفو , وعزتي
وجلالي لو أستغفروني منها لغفرتها لهم , من أتاني منهم تائبا تلقيته منبعيد , ومن أعرض عني ناديته من
قريب , أقول له , أين تذهب , الك رب سواي .") .
19/5/2008
والكلام موصولبالمجاهدة
وهي التحمل
ما يتحمله الإنسان في سبيلالدعوة إلى الله مجاهدة
وجهاد النفس جهاداكبر
وجهاد العدو جهاداصغر
عن أبي هريرة رضي اللهعنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى قال:"من عادى لي وليا فقدآذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقربإلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويدهالتي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وان سألني أعطيته ولئن استعادنيلأعيذنه"
والولي من تولى اللهرعايته وحفظه ونصرته لتقربه لله تعالى بالطاعات متمثلا لأوامره مجتنبا لنواهيهملتزما بالنوافل مستغرقا في الفرائض دائم التعرف على ملكوتالله
وهو من جعل بينه وبين عذاب الله وقايةبالتقوى
محبة الله لاولياه وتوليه حفظهم ورعايتهمونصرهم
الوعيد والتهديد لكل من آذى وليا لله"آذنتهبالحرب"
أذية الولي بحسده على الطاعة وعدم إتباعه والتكبرعليه وسبه
وجوب إكرام أولياء الله وحبهم والدعاءلهم
وجوب أداء الفروض وإتقانها ثم النوافل وهيأولى
أن النوافل من أسباب محبة الله وقربه لعبده"وما يزالعبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"
وهي استدراج لدرجات حبأعلى من الله تعالى
من علامات محبة اللهإقباله على عبده بالخير فالباب مفتوح سالك لا عثرة فيه "فإذا أحببته كنت سمعه الذييسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطشبها"
وه كناية ومجاز عن نصرة الله لعبده وتوليه حفظهورعايته
إن العطاء الرباني واسع لا ينقطع ولا يخلو عبد منمحبة الله
فالله سبحانه وزع محبته على عباده والإنسان يحرص علىالقرب والوصول بعمله والسعي الدءوب لهبالمجاهدة
__________________