
02-11-2010, 02:10 AM
|
|
باب فضل ضعـفة المسلمين والفقراء والخاملين
المقصود بالضعف هنا ليس ضد القوة وإنما المقصود به التواضع والانكسار لله سبحانه وتعالى وللمؤمنين ، فالإسلام يدعو إلى القوة فهو دين القوة ودين المنعة ودين الرياضة ودين
كل ما تعرفونه من مكارم .
لذلك لما سأل سيدنا موسى عليه السلام ربه فقال : يا ربي أين أنت ؟ فقال : أنا عند المنكسرة قلوبهم من اجلي .
أقصر الطرق للوصول إلى الله سبحانه وتعالى كسر القلب .
ثم قال فضل ضعفة المسلمين والفقراء
الحديث لا يدعو إلى الفقر فالإسلام يدعو إلى الغنى لذلك هناك مسألة جدلية عند أهل العلم : هل الفقير الصابر أفضل ام الغني الشاكر أفضل ؟
فأكثر أهل العلم أن الغني الشاكر أفضل عند الله سبحانه وتعالى من الفقير الصابر ، لأن الغني يجمع ثم يشكر والشكر لديه بالقول والعمل ، فالإسلام يدعو إلى الكفاف ويدعوك إلى
أن تكف غيرك ولا بمكن أن تكف غيرك إلا إذا كنت غنيا
المقصود بالكفاف أن تسد حاجتك ثم تسد حوائج الناس بأن تكون من الأغنياء الشاكرين .
واقع الدنيا وجود الفقراء والأغنياء فنحن نحاول أن يعيش الجميع في كفاف وهذه تحتاج إلى آليات وتحتاج إلى عقليات من ضمنها : ان الناس يكون لديها وعي في توزيع الخير.
الناس عندما تفكر في عمل الخير لابد أن تفكر في اعمال خيرية مهمة جدا كبناء مدرسة ، رباط ، ورشة صغيرة للنجارة ، شراء مكائن خياطة ..
هناك مثل يقول : لا تعطي المحتاج سمكة علمه كيف يصطاد
بالمناسبة مبادرة اكتفاء من سمو الأمير خالد الفيصل لأهالي منطقة مكة والخاص بمساعدة شريحة الفقراء والأيتام والأرامل والمطلقات من خلال تدريبهم بمهارات معينة وتأهيلهم
علميا ودعمهم ماديا لتمكينهم من الحصول على مورد رزق مستدام يضمن لهم حياة كريمة من كسب أيديهم ويكفيهم العوز
أعداء الدنيا ثلاثة : الفقر ، الجهل والمرض.
ثم قال الفقراء والخاملين ، الخاملين من الذكر ، ونقرأها في بعض الكتب الخاطئة الفقراء الخاملين فهذا معناه أنك نسبت الخمول للفقراء ، فنحن نفندها الفقراء والخاملين والخاملين
الذين لا يحبو ا ن يذكرو بين الناس .
باب فضل ضعـفة المسلمين والفقراء والخاملين
وأستشهد الشيخ بالآيات والاحاديث أولها قول الله تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) ( الكهف: 28) .
واصبر نفسك بمعنى : اثبت ، وهذه من الآيات التي فيها تاصيل لمصلحة الصحبة
أفضل هدية يقدمها الوالد لولده هي أن تعطيه صاحب يدله على الخير .
ثبت نفسك مع الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ : يريدون رضى الله عز وجل
وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ وفي قراءة صحيحة وَلا تَعُدْ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ولكن القراءة الأصح وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ
المقصود بالآية : النهي الكامل عن ازدراء الناس بناءً على مظاهرهم ، فالأفضل هو صلة الانسان بربه أكثر من أي شيئ آخر .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•
عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ
النَّارِ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ ) .
الشرح : أقوى درجات التحمل وأقوى درجات الصدق وأقوى درجات الإثبات أن يقول الراوي سمعت . وهناك ما هو أقوى منه درجة بأن يقول الراوي سمعته أذناي ووعته قلبي
سمعت أقوى من قال أو من عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما يسمونه بدرجات التحمل في الحديث .
أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ : أسلوب من أساليب التربية والتعليم للرسول صلى الله عليه وسلم وهو استخدام التشويق
ليس المقصود به أهل الجنة بكل هذه الصفات إنما المقصود به معظم أهل الجنة هم المتصفون بهذه الصفات
أغلظ أهل الجنة فيهم هذه الصفات ، الصفة الأولى : كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ أو كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَِّفٍ وكلها صحيحة ، فإما أن يشعر هو بحالة الضعف عنده أو الناس يقولون بأنه
ضعيف أو لا يفهم ، وكما ذكرنا بأن المقصود بالضعف هنا ليس ضد القوة وإنما المقصود به التواضع والانكسار لله سبحانه وتعالى وللمؤمنين .
لَوْ أَقْسَمَ وفي رواية أخرى صحيحة لَوْ يُقْسِم وهذا مشاهد هناك من الناس إذا رفع يديه لا تنزل إلا بدعاء مستجاب جعلنا الله منهم
أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ : غالب صفات أهل النار وهناك اناس آخرين من أهل النار ولكن أغلظ صفات أهل النار كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ
(( العتل )) : الغليظ الجافي صلب دائما الذي لا يقبل التنازل
(( والجواظ )) بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة : هو الجموع المنوع : يجمع المال ولا يدفع ، نفسه عزيزةٌ عليه ، وقيل : الضخم المختال في مشيته ، وقيل : القصير
البطين .
__________________
__________________
|