[مها قزاز]

باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والإحسان إليهم والشفقة عليهم‏ والتواضع معهم، وخفض الجناح لهم

قال اللَّه تعالى (الحجر 88):

{واخفض جناحك للمؤمنين}.

وقال تعالى (الكهف 281):
{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}.

وقال تعالى (الضحى 9، 10):
{فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر}.

وقال تعالى (الماعون 1، 2، 3): {أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين}.

التراجم مهم الوقوف عندها هذه السطرين ترجمة الباب ينبغي الوقوف عندها
اليتيم هو من فقد الاب وقيل من فقد الام وقيل من فقد الاب دون البلوغ يتيم في الادميين فقد الاب يتيم
في الحيوانات من فقد الام يتيم
في الطيور فقد الام او الاب
المقصود بنات الانسان نفسه وليس اي بنت يحن عليها
خصوصا في السفر في الخارج الحذر من ذلك لانه يعتبر شذوذ وتحرش وكذا
اختلف الكلام هل ملاطفة بنتي ام بنات الادميين جميعا وان كان ففي صغار البنات
المقصود بالضعيف المنكسر لاجل الله تعالى




{واخفض جناحك للمؤمنين}.

الاية على سبيل الاستعارة الطير عند الهبوط يخفض جناحه فاستعار الله سبحانه وتعالى هذه الصفة للطير
وشبه بها الانسان الذي يخفض جناحه للمؤمنين وجه الشبه انه يكون في مكان منخفض بالنسبه للناس


{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}.
الغداة في قراءة الغدوة والروحة بالغدوة والعشي
دائما في الاشياء التي فيها ما يشبه الذات ونسبته لله تعالى صرفها لله تعالى اي كرم الله تعالى
يريدون رضا الله سبحانه وتعالى




{فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر}.
معروف القهر هو اذلال النفس وفي قراءاة وليس في تفسير "واما اليتيم فلا تكهر"
بالكاف والمقصود لا تعبس في وجهه اي لا تقابله بوجه عبوس
قيل انها نزلت في ابي جهل لما جاءه يتيم وطلب منه مالا نهره يتيم عريان فقال له اعطني من مالك فنهره ولم يعطه
وقيل في ابي سفيان قبل ان يسلم لما نحرجذورا وطلبه سائل فلم يعطه من ذلك اللحم قيل ضربه بالعصا
وقيل نزلت في منافق لا يعرف من هو
وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة
بالنسبة لنا عامة الناس كيف نتصرف مع السائل؟
اما ان نعطيه من القليل او نرده ردا جميلا اي ما تجود به النفس
من الاداب في رد السائل ان لا تقول له على الله
حتى لا يطفش ويمل ويقول ما اخذت شي منكم ولا من حولتني عليه





{أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين}.
وفي قراءة ايضا "فذلك الذي يدع اليتيم"



وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ستة نفر، فقال: المشركون للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا.
وكنت أنا وابن مسعود وردل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ما شاء اللَّه أن يقع: فحدث نفسه فأنزل اللَّه تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} (الأنعام 52) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

سيدنا سعد فارس من فرسان الاسلام احد العشرة المبشرين بالجنة واحد الستة اصحاب الشورة
ومن اهم مناقبه ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين ابويه فقال:ارم سعد فداك ابي وامي
ومن ابرز مناقبه لما اقتربت وفاته وقت الاحتضار قال هناك جبة احضروها قال اذا انا مت فكفنوني بها فقد لقيت الله بها يوم بدر لانه اثر صالح احتفظ بها ليكفن بها
تأصيل مهم جدا للاستعداد للموت وللتبرك في سبيل الله بالاثار الصالحة
طبعا هؤلاء المشركين طلبو من النبي صلى الله عليه وسلم ان يطرد زوي الارواح النتنه وسقطت القوم في اعتقادهم وان يجعل لهم يوم ولهم علية القوم يوم
وكان هؤلاء السته هم سعد بن وقاص وبلال وابن مسعود ورجل من هزيل ورجلان لست اسميهم تتبعهم بعض العلماء قيل ابو بكر الصديق وعلي رضي الله عنه وقيل غير ذلك
كان هؤلاء ضعفاء منكسرين لله تعالى ابو ان يجتمعو بهم فوقع في نفسه صلى الله عليه وسلم كيف يأتلف هؤلاء ليس به غضاضة
فانزل تعالى الاية {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما لقي احدا من هؤلاء السته قال مرحبا بالذي عاتبني به ربي
وكان من مناقبهم ايضا اذا جلس معهم لم يقم عنهم حتى ينصرفوا
طبعا كانوا اصحاب زوق ومعرفة لا يثقلون عليه في الجلوس




وعن أبي هبيرة عائذ بن عمرو المزني، وهو من أهل بيعة الرضوان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف اللَّه من عدو اللَّه مأخذها. فقال أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم ! فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبره فقال: (يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك). فأتاهم فقال: يا إخوتاه آغضبتكم قالوا: لا، يغفر اللَّه لك يا أخي. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قوله: (مأخذها) أي لم تستوف حقها منه.
وقوله: (يا أخي) روي بفتح الهمزة وكسر الخاء وتخفيف الياء. وروي بضم الهمزة وفتح الخاء وتشديد الياء.
بيعة الرضوان ومكانها في الحديبية الموازية للشميسي حاليا
الشجرة التي بايعوا عندها قطعت في زمن سيدنا عمر بن الخطاب بسبب الخلاف في عهده بين الصحابة على البقعة التي بايعوا عندها
الرسول صلى الله عليه وسلم بايع هناك حتى الغائبين ومنهم سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي فاز بهذه المنقبة العظيمة ببركة مصاحبته لابنة النبي صلى اللله عليه وسلم وتتطبيبه لها حيث وضع النبي يده وقال هذه يدي وهذه يد عثمان ابايعه
سيدنا سلمان الفارسي وسيدنا صهيب الرومي وسيدنا بلال الحبشي نالت البلاد التي ينتسبون اليها الشرف بانتسابهم لهم
قالوا انهم لم ياخذو حقهم من ابي سفيان وذلك قبل اسلامها ولكن ابا بكر رضي الله عنه بحكمته وحنكته في ائتلاف القوب وهو خير من يعرف ما يدور في هذه المجالس من تناقل الكلام يعني ذكره بخير لان مجلسه منقول فقال له نبي الله بائتلافك لابي سفيان قد اغضبت هؤلاء الصحابة الذين هم متحمسين لاجل النيل من ذلك المشرك فهو بيان لفضلهم وبيان منزلتهم لانهم من الضعفاء المنكسرة الذي يشير اليهم الباب "لئن اغضبتهم اغضبت ربك" فاعتذر منهم فقالوا "لا ،غفر الله لك" الوقف فيه ادب ومراعاة اللفظ والمنطق لا وغفر الله لك من باب الادب في الرد
المناطق سعد يقول هذا اجاج النحل يمدحه وان ذممت فقل قيئ الزنابير



وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
و (كافل اليتيم): القائم بأموره.
اشار صلى الله عليه وسلم بالسبابة ويقال ايضا السباحه

عن ابن بطال لغوي ومحدث وصاحب علم كبير حق لمن سمع هذا الحديث كفالة يتيم اي الوجوب بالقيام بأمره دنيا ودين بتامين مستقبله العلمي والديني ليحظى بمرافقة الحبيب الاعظم يوم القيامة
بامكان الانسان كفالة يتيم بمبالغ ميسرة