ختام باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والإحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم ، وخفض الجناح لهم
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•
وَعَن أَبي شُرَيح خُوَيلِد بِن عَمرو الخزاعِيِّ رَضِيَ الله عَنه قَال : قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم : (( الَّلهُمَّ إِنَّي أُحِرُّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : الْيَتِيْمِ وَالْمَرأَةِ )). حديث حسن ، رواه النسائي ] في الكبرى [ باسناد جيد .
وَمَعْنَى أُحَرِّجُ : أَيْ أُلْحِقُ الْحَرَجَ وَالإِثْمَ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا ، وَأُحَذِّرُ مِن ذَلِك تَحذيراً بَليغاً ، وأزجُرُ عَنهُ زَجراً أَكيداً .
الشرح :
اليتيم ضعيف وكذلك المرأة ، والنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين حقوقهما فكلاهما يحتاج لمن يقف معه في نصرته .
عهدٌ بواسطة النبي يبشر فيه بالخيبة والعقوبة لمن يتعرض لمال اليتيم والمرأة .
الرسول عليه الصلاة والسلام أفضل من نصر وناصر المرأة .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•
وَعَن مُصعَب بن سَعد بِن أَبِي وَقَّاص رَضِيَ الله عَنهُمَا قَال : رَأَى سَعد أَنَّ لَهُ فَضلاً عَلَى مَن دُونَه ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم : (( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُم )) رواه البخاري .
الشرح :
الحديث يرويه الابن عن أبيه .
سيدنا سعد بن أبي وقاص من أبرز الصحابة في الشجاعة ورأى أن له فضلاً على من دونه ، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن الاتكال على الفتوة والقوة والعضلات لا ينفع .
بالعموم الضعيف قريبٌ من الله سبحانه وتعالى فهو أشد إخلاصاً في الدعاء وأكثر خشوعاً في العبادة من القوي لخلاء قلبه عن التعلق بزخرف الدنيا ، فهولاء الضعفاء قلوبهم معلقة بالله سبحانه وتعالى .
دعوة الضعيف وابتسامته وفرحه بأي شيئ يفيدك أيها الانسان ، لذلك علينا أن نستفيد من هؤلاء الضعفاء فهؤلاء كما ذكرنا قلوبهم معلقة بالله سبحانه وتعالى .
قيل في السنن : ( عليكم بدولة الفقراء ) .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم يَقُولُ : (( ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ )) . رواه أبو داوود باسناد جيد .
الشرح :
راوي الحديث : هـو عُوَيمِر بن عامر، بن زيد بن قيس بن أميّة بن مالك وكنيته أبو الدرداء الأنصاري .
قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : (عُوَيمِر حكيم أمتي ) ، وهذه مزايا من مزايا الرسول عيه الصلاة والسلام لأبي الدرداء وهي كوسام في هذه الأيام .
آخى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء ـ رضي الله عنهما ـ فزار سلمانُ أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء ـ رضي الله عنها ـ مُبْتَذلة (مُهْملة في هيئتها)، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء وصنع له طعامًا فقال: كل يا سلمانُ فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نَمْ، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نَمْ، فلما كان من آخر الليل قال سلمانُ: قم الآنَ، فصَلَّيَا، ثم قال له سلمان: إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذِي حق حقَّه، فأتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكر ذلك له، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ سلمانُ.
خير الناس من استطاع أن يوازن بين الأمور .
الرسول عليه الصلاة و السلام كان يقسم وقته فيعطي وقتاً للصحابة ، ووقتاً لأهل بيته ، ...
أبو الدرداء مقبور في الشام مع عدد من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم .
في الحديث الذي رواه أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه يطلب النبي صلى الله عليه وسلم باحضار الضعفاء فهم باب من أبواب الرزق والنصر .
العناية بالضعفاء والمحتاجين من أعظم أسباب الرزق ، وأن الله يرزق العباد وينصرهم بسبب إحسانهم إلى ضعفائهم ، والإساءة إليهم وإيذاءهم سبب لحرمان الرزق
الحث على إبواء الضعفاء وإكرامهم .
تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم لعدم التعرض إلى أحد من الضعفاء .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•
وَصَلَّى الله تَعَالَى عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلى آلِه وَصَحبِه وَسَلِّم
__________________
|