عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ
مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ و مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِه )) متفقٌ عَلَيْهِ .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
الإنسان لابد له أن يأمر أهله بالمأمورات وإن اختلف العلماء في المأمور هل هو على سبيل الندب أم على سبيل الوجوب ، وأيضاً منع الأهل والأولاد وسائر من في رعيته من المحرمات
والمكروهات .
الحديث فيه من بلاغة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( التفصيل ) ، وأسلوب من أساليبه في التربية والتعليم .
أتى الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم بالمجمل (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) ، ثم بدأ بالتفصيل ((الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ و مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) ثم عاد إلى الإجمال (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) .
الله سبحانه وتعالى إذا ولَّى الإنسان ولاية لابد له أن يراعي حق الله فيها .
(( الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) : الحاكم مسؤول عن رعيته ، والرعية مسؤولة عن
تنفيذ طلبات الحاكم طالما لم تخرج عن حدود وطاعة الله تعالى .
(( وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )) : رعيتها هم : الزوج ، الأبناء ، الخادم ، السائق ..
°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•°
وَعَنْ عَمْرو بن شُعَيْب ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم (( مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُو
بَيْنَهُمْ فِي المَضَاجِع )) حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
عمرو بن شعيب : من صغار التابعين .
التابعي : هو من لقي صحابي من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد يكون صغيراً أو كبيراً.
شُعَيْب : أبوه ، وهو من كبار التابعين .
أبيه : محمد .
جده : سيدنا عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
((مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ )) : الأمر هنا على سبيل الوجوب ، فمن حقوق الأولاد ( الذكر والأنثى ) على الآباء أن يأمروهم بالصلاة من سن سبع سنين ، ويدخل تحت ذلك من يتحمل ذلك المعنى
( الزوجة ، الأولاد ، السائق ، الخادم .. ) .
ينبغي على الإنسان أن يحرص على أن لا يكون بيته سبباً في محق الرزق بسبب شخص كان تحت رعايته واعالته ضيع في صلاته .
(( بِالصَّلاَةِ )) : ويدخل أيضا قبل الصلاة والأهم من ذلك مفتاح الصلاة ( الطهارة ) ، فتعليم صفتها واجب على الأولياء إذا قصَّروا فيه أثموا . فلابد للآباء التأكد من أن جميع من هم تحت
رعايتهم يحسنو للوضوء والطهارة والاغتسال ..
الصلاة والطهارة من الأمور التي يجب أن تُعلم عملياً وليس نظرياً .
من الأمور التي يجب مراعاتها عند الوضوء ويجب تعليمها عملياً غسل اليدين مع ثنيها حتى يتخلل الماء في المنطقة الواقعة أسفل الكوع ، أيضا تخليل أصابع الكفين والقدمين ..
(( مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ )) : اختلف الفقهاء هل هي بمجرد الدخول في سبع سنين ( في تمام السادسة ) ، أم في تمامها ( عند بداية دخوله لسن ثمانية سنين ) ؟
نأخذ بالقول الذي فيه راحة ، فمتى ما بدأ الطفل بالتمييز والإدراك يبدأ الوالدين في أمره بالصلاة .
(( وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا )) : المراد بالضرب هنا والذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم الضرب الذي يراد من خلاله التأديب لا الضرر ، فلا يجوز للأب أن يضرب أولاده ضرباً
مبرحاً .
(( وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ )) : الضرب هنا ليس بحل نهائي ، فهو أتى بعد ثلاث سنوات بعد التدرج في التنبيه بعد الأمر .
(( وَفَرِّقُو بَيْنَهُمْ فِي المَضَاجِع )) : في النوم .
يُفَرق بين الأبناء في أماكن النوم اذا تيسر أمر المكان والفسحة ، أما اذا لم يتوفر فلا يلتحفوا بلحاف واحد .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•
وعن أبي ثُريَّةَ سَبْرَةَ بنِ مَعْبدٍ الجهَنِيِّ رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ((عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُ علَيْهَا ابْنَ عشْرِ سِنِينَ )) حديث حسنٌ رواه
أَبو داود ، والترمِذي وقال حديث حسن .
ولَفْظُ أبي داوُد : (( مرُوا الصَّبِيَّ بِالصَّلاَةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ )) .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•
وَصَلَّى الله تَعَالَى عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلى آلِه وَصَحبِه وَسَلِّم
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•