|
الديني يهتم بالشؤون والقضايا الاسلامية وامور الدين |
![]() |
![]() |
مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للموضوع ... هل ترى أن هذه المعايير صعب وجودها في هذا الزمان ؟ | |||
نعم ، هذه المعايير صعبة يندر وجودها |
![]() ![]() ![]() ![]() |
2 | 66.67% |
لا ، هذه هي المعايير التي نحتاجها |
![]() ![]() ![]() ![]() |
1 | 33.33% |
هذه المعايير مهمة يجب توفرها لكننا لا نهتم بالبحث عنها وعن أهلها |
![]() ![]() ![]() ![]() |
0 | 0% |
المصوتون: 3. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الأخوة ... شروطها ، و حقوقها ![]() الحمد لله رب العالمين ، حمدا يوافي نعمه ، و يدافع نقمه ، و يكافئ مزيده ، و الصلاة و السلام على الرحمة المهداة ، و النعمة المسداة ، سيدنا محمد بن عبد الله ، قدوتنا لكل عظيم من الأخلاق ، صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم وبعد الأخوة في الله ـ تبارك وتعالى ـ شأنها عظيم ، و فضلها كبير ، حث الشارع عليها ، و رغب فيها ، و وعد من أدى ما عليه من حقوق لأخيه بما لا مزيد عليه من الإنعام و الإكرام ، يقول الصادق المصدوق ـ r ـ : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) و ذكر منهم : ( رجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) رواه الشيخان ، و الأحاديث في هذا الباب كثير لا تحصر ، لذلك أفرد سادتنا من العلماء البحث في معنى الصحبة أو الأخوة ، و آدابها ، و أحكامها ، حرصا منهم ـ رحمهم الله تعالى ـ على التعلم و التعليم ومن ثم العمل . لذا سأنقل اليوم لكم رأي عالم جليل ، اشتغل بالعلم فكان أعلم علماء زمانه ، و اهتم بالتربية فاستحق لقب مربي الأجيال ، إنه مجدد القرن الخامس الهجري ، حجة الإسلام ، أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله تعالى ، مستقيا رأيه من كتاب الإحياء في القرن الواحد و العشرين ، و الذي قامت فيه الدكتورة سعاد الحكيم بإعادة صياغة كتاب الإحياء بما يتوافق مع لغة زماننا ـ فجزاها الله خيرا ـ . الصحبة أو الأخوة أمر جليل ، لذلك بحث العلماء في الشروط الواجب توفرها فيمن نصاحب ، و الإمام الغزالي ـ العالم و المربي ـ يوجهنا لما ينبغي توفره فيمن نصاحب فيقرر شرطها هي : v العقل ... فهو الأصل و رأس المال ، إذ لا خير في صحبة الأحمق ، فقد يضرك و هو يريد نفعك . v حسن الخلق ... فـ ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) ، قال أحد الحكماء ينصح ابنه : ' يا بني ، إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فأصحب من إذا خدمته صانك ، و إن صحبته زانك ، و إن قعدت بك مؤنة مانك ، اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها ، و إن رأى منك حسنة عدَها ، و إن رأى سيئة سدَها . اصحب من إذا سألته أعطاك ، و إن سكتَ ابتداك ، و إن نزلت بك نازلة واساك . اصحب من إذا قلت صدَق قولك ، و إن حاولتما أمرا أمَرك ، و إن تنازعتما آثرك ' . v خلو المصاحب من أسباب الفسوق و دواعي النفاق ... فلا يصحب من كان مصرا على معصية ، مجاهرا بها ، أو متلبسا ببدعة ، مروجا لها ، فلعل صحبته تهون على القلب المعصية ، كما أنه لا يمكن الوثوق به ، فقد قيل ' خف ممن لا يخاف من الله ' . v الحريص على الدنيا ... فالحرص الزائد على الدنيا يرذل الطباع ، و يسوء الأخلاق . و بعد ما ذكر حجة الإسلام هذه الشروط ، انتقل إلى حقوق الأخوة ، وما ينبغي للمتآخين من حقوق و ما عليهم من واجبات ، إذ إن الأخوة عقد كعقد الزواج ، فيه إيجاب و قبول ، و تترتب عليه التزامات و حقوق يجملها الإمام الغزالي في ثمانية حقوق ، هي : v حق الأخ في مال أخيه ... يرى الإمام الغزالي أن الصاحب الحق هو الذي يكون ماله مال أخيه ، يواسيه به ، ويبذله له ، بنفس طيبة بل مسرورة ، ويجعل لذلك ثلاث مراتب ، أولها القيام بحاجة الصاحب من فضل ماله ، وثانيها مشاركته بالمال ، وثالثها و أعلاها تقديم حاجة الأخ على حاجة النفس ، فمن لم يكن لقلبه رضا بذلك فأخوته زائفة ، لم ترسخ في الباطن بعد . v أن يعين الأخ أخاه على قضاء حوائجه ... بل عليه أن يسارع في قضاء حوائج أخيه ولا يضطره لسؤال ذلك منه ، يحكى أن أحدهم قضى لبعض إخوانه حاجة عظيمة ، فجاءه بهدية . فقال له ' ما هذا ؟ ' فأجاب : ' لما أسديت إلي ' فرد عليه قائلا : ' خذ مالك ـ عافاك الله ـ ، إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها ، فكبر عليه أربعا وعدَه من الأموات ' v حق الأخ على أخيه بالسكوت ... السكوت عن عيوبه ، و السكوت عن مجادلته و مماراته ، و السكوت عن أسراره ، فالمؤمن لا يلاحظ إلا المحاسن ، ويغض الطرف عن المساوئ ، يحكى عن الثوري أن قال : ' إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه ، ثم دس عليه من يسأله عنك وعن أسرارك ، فإن قال خيرا وكتم سرك فاصحبه ' . v حق الأخ على أخيه بالنطق ... النطق بما يحب ، و السؤال عنه و عن أحواله ، و السرور بما يسره ، و نداؤه بأحب أسمائه إليه ، والثناء عليه وذكر أفضاله ، والذب عنه وعن عرضه إذا ما حاول أحدهم انتقاصه ، ومن أهم الحقوق في هذا الباب نصح الأخ لأخيه فكما قيل ' رحم الله امرأ أهدى إلى أخيه عيوبه ' و المؤمن مرآة أخيه على أن النصيحة لا تكون في إلا في السر ، فالنصيحة في الجهر فضيحة . v حق الأخ على أخيه بالعفو عن الزلات و الهفوات ... فالصحبة و الملازمة تقتضى الخطأ ، بل قد تحصل في بعض الأحيان أن يسيء أحد الأخوين لأخيه ، فالواجب في هذه الحالة أن يتغاضى الأخ عما لحق به و ألا يحاسب أخاه عما بدر منه إلا باللطف ، ويزيد الإمام أن الأخ إن ابتلي بمعصية أو هوى فأتبعه فعلى أخيه ألا يقطعه بل يجب عليه الصبر عليه حتى يصلح الله شأنه . v الدعاء للأخ بما يحبه لنفسه و لأهله ... فدعوة الأخ لأخيه مستجابة ، خصوصا إن كانت بظهر الغيب ، ففي الحديث : ( إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب ، قال الملك : و لك مثل ذلك ) . v الوفاء و الإخلاص ... فالوفاء أن يعني الثبات على المحبة ، و أن لا يغير مغير من علو منصب و لا تغير حال الأخ على أخيه ، على أن هذا لا يقتضى الموافقة في أمر الدين ، فقد كان للإمام الشافعي أخ لا ينزل إلا عنده ولا يقوم مقامه غيره إلا أنه لم يجعله خليفته في التدريس بعده لكون تلميذه البويطي أعلم منه و أتقن و أزهد و أورع . v و آخر الحقوق على ما يرى أبو حامد ـ رحمه الله ـ ترك التكلف و التكليف ... فلا يكلف الأخ أخاه ما لا يطيق من طلب أو حق ، فمرد الأخوة إلى اللين وخفض الجناح ، و ألا يكون بين الأخوة تكليف فقد قيل ' الأخوان ، جسدان بقلب و عقل واحد ' . و يختم الإمام الغزالي ما يراه من حقوق بذكر قول النبي ـ r ـ : ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، و ابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ) رواه الترمذي . ختاما أقول : إن غرضي مما كتبت أن يكون مقياسا نقيس عليه نحن مسلمو هذا الزمان حقيقة صحبتنا لأخوتنا ، فإن تحققت فينا هذه الشروط ، فلله الحمد والمنة ، و إلا فالواجب علينا أن نسعى لإدراك هذه الحقوق ، فهي بحق المقياس الشرعي الصحيح لما ينبغي أن يكون الناس عليه في أخوتهم ، ولنا في رسول الله ـ r ـ الأسوة و القدوة ، يأمر بإغلاق كل الخوخات إلا خوخة أبي بكر ، ويذكر في أواخر حياته فضل أبي بكر فيشهد له بمزاياه و فضيلته و بأنه من أمن الناس في صحبته ـ r ـ و أنه ـ r ـ لا يرى أنه قد كافأ أبا بكر على ما صنع مع أن الفضل و المن لله و رسوله ، هذا رسولنا ، هذا رسول الله ، فمن شاء العلى فعليه بسنته و أخلاقه ، أسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يحققنا بحقوق الأخوة و آدابها و أن يجعلنا (( إخوانا على سرر متقابلين )) ، و أن يهيئ لنا صحبة صالحة تكون لنا معينة على الخير ، إنه ولي ذلك و القادر عليه ، وصلى الله تعالى على أشرف خلقه سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين ![]() ![]() المرجع : كتاب إحياء علوم الدين في القرن الواحد والعشرين ، كتابة معاصرة لموسوعة الغزالي : إحياء علوم الدين ، للدكتورة سعاد الحكيم ، طبعة دار الشروق ، الطبعة الأولى 2004م __________________ ![]() |
#3
|
|||||
|
|||||
![]() الأخوة شئ جميل وعظيم في حياتنا .. والله يجعلنا إخوانا على سرر متقابلين موضوع جدا رائع اهنيك عليه
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ دروس الروحه على الرابط التالي التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة الرسول ; 24-11-2008 الساعة 07:15 PM. |
#6
|
||||
|
||||
![]() تم التصويت
طبعا الاول الف شكر لك كلمات رائعه وعميقه في معناها ولها تاثير قوي على القارئ دمت بالف خير ابن الحرمين
__________________
الليل وما ادراك ما الليل الليل معزوفه يسمعها قلبي وتتراقص عليها ادمعي الليل اعتبره حبيبي الذي لا يفارقني فهو الذي يمسح دمعتي ويهدئ من روعي |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|