ويل لأمة تأكل مما لا تزرع (1)

[wissam]

مكاتب الاستخدام في لبنان:
70% من طلاب الوظائف يريدون الهجرة
حذرت من «كارثة» هجرة الأدمغة

تجمع مكاتب الاستخدام في لبنان على وجود موجة متنامية من هجرة الادمغة، قد تصل الى 70% من طلاب الوظائف، ويذهب بعضهم الى رفع هذه النسبة الى 90%. ويقول احد مسؤولي مكاتب الاستخدام: «ان معظم الطلبات التي تقدم الينا يبتغي اصحابها السفر الى اي بلد للعمل فيه باستثناء لبنان. وخلال شهرين فقط تضاعف عدد طالبي الهجرة، وهذا عائد الى الظروف السياسية والاقتصادية، والى حد ما الامنية التي يتخبط فيها البلد».
ويضيف المسؤول: «ان اللبناني لم يعد يجذبه الراتب بشكل عام، بل العمل المستمر كي يستطيع ان يؤسس ويؤثث منزلاً للمستقبل. حتى الشركات التي هاجر قسم من موظفيها، بالكاد تعثر على موظفين جدد، وان عثرت على بعضهم، فمن الصعب ان يقبلوا بالأجور المتدنية». واللافت ان طلاب الوظائف في الخارج يقبلون اليوم بالرواتب التي سبق ان رفضوها قبلاً، وان كانت لا تزال تساوي ضعفين او ثلاثة اضعاف ما يمكن ان يتقاضوه في لبنان. ولا شك في ان القبول بهذه الرواتب ساهم في خفض الرواتب في بلدان المقصد، ولاسيما بلدان الخليج، حيث الاجور اليوم اقل بكثير مما كانت عليه قبل خمس سنوات او عشر سنوات.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية وقطر ودبي تستقبل القسم الاكبر من طلاب الوظائف اللبنانيين، فان افريقيا عادت تجتذب البعض، فيما تحافظ اوروبا والولايات المتحدة وكندا على جاذبيتها.
والواقع ان هجرة الادمغة ليست ظاهرة جديدة في لبنان. فهي تتكرر على مر الازمات. ولكن ما يدعو الى الغرابة اليوم هو ان الهجرة تطاول كل شرائح العمر، والمهن. ويقول احد رؤساء مكاتب الاستخدام: «في الماضي، كانت الهجرة تنحصر في حملة الشهادات العليا من الشباب، اما اليوم فطلاب الهجرة من كل سن وكل المهن. وكل من يريد ان يغير مهنته يسعى وراء الخارج ، ولاسيما اذا كان له اهل او اقارب في هذا الخارج».
ووصف رئيس المكتب هذا الواقع بـ«الكارثة» وقال: «انا منذ 15 سنة لم اشهد موجة من الهجرة كالموجة الحالية. علماً بأن النصف الاول من العام 2006 كان قد شهد عودة العديد من العاملين في الخارج بسبب الانتعاش الاقتصادي النسبي بفعل الفوائض النفطية التي بدأت تتدفق من الخليج الى اكثر من قطاع، ولاسيما قطاعي العقارات والسياحة.