مرتبي .. زوجي .. والميراث

[wissam]

الرجال قوّامون على النساء بما أنفقوا ...
هل هذا معناه أنه لو أنفقت المرأة أخلت بقوامة الرجل . بمعنى لو شاركت بنصف المصروف المنزلي من مرتبها شاركته القوامة .... طيب من سيكون قيماً على من ؟؟؟ طيب .. مامعنى القوامة أصلاً وهل هي قابلة للتجزئة ؟؟؟ أسئلة كثيرة تدور من حولي ولي فيها وجهة نظر ...

القوامة كما أفهمها بغض النظر عن اللغة العربية التي تترجمها إلى قوامة من قائم أي الزوج يجب أن يكون القائم على مصلحة الزوجة والأولاد ... أي أنها مسؤولية وليست رئاسة ومنظرة. بغض النظر عن هذا التعريف اللغوي .. الذى يهدف به البعض إلى التنصل من فكرة رئاسة الرجل وتحكمه .... أنا أرى أنه يجب أن يكون هناك لكل مشروع رئيس . و كل مركب يلزمها ريس ... والمركب بريسين تغرق ...

وأتعجب أحيأناً من النساء أو الرجال حين لا يتفهمون الموقف. طب النساء لن تتفهم .. ودى مفهومة لأني أطلب من أنثى تعلمت وتثقفت وربما تكون عاملة وتقود أسطولاً من الموظفين أن يكون لها رئيس فما بال الرجال ؟؟؟؟ أتعجب من فهمهم القاصر للرئاسة ... شخط ونطر وأوامر وتحكمات !!!! ودى حيلة العاجز .... ورئاسة الطبول .....

ومثالي الدائم الذي أجده يعبر عما أفكر فيه هو تشبيه مشروع الزواج بكل المشروعات الحيوية في حياة أي إنسان ... فأي شخص يقوم بعمل دراسة جدوى قبل أن يدخل في شركة بألف جنيه ... ولكنه لا يقوم بعمل أي دراسة جدوى حين يدخل في شركة بعمره وحياته ومستقبله بل ومستقبل ذريته ... ولا الهوا .

القوامة على الأسرة هى وظيفة رئيس مجلس الإدارة في أي شركة .... ومعه دائماً العضو المنتدب التى هى الزوجة ...... إسلامنا اشترط الإنفاق لرئاسة مجلس الإدارة ؟... لا أرى ذلك .. أراها المسئولية والإنفاق أحد أجزائها .... إن أي رئيس هو المسؤول النهائي عما ستؤول إليه أحوال رعيته .... ولقد رأيت ذلك في حديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... وهذا الحديث الجميل هو الذى وزع الأدوار كما تصورتها ... الرجل ... أي الأب عليه وضع الاستراتيجيات العامة ..... ووضع الأهداف الكبرى للأسرة ... ويناقشها مع مديره التنفيذي .... ثم يتركه يقوم بالأعمال التنفيذية ... مع المراقبة والمتابعة التى يفرضها عليه منصبه وتحمله للمسؤولية

بالبلدي ... قبل الزواج على أي فتاة أن تقوم بعمل دراسة جدوى بسيطة وغير معقدة ... مؤداها الإجابة على سؤال واحد : هل هذا الرجل قادر على قيادة دفة المركب ؟؟؟؟ والإجابة هنا لا علاقة لها بماله ... كثير أو قليل ... بل بشخصه قياساً إلى شخصها ...

إن النفقة على البيت من واجب الزوج ..أ كيد ولا يختلف على ذلك أحد ... ولكنها إحدى بنود القوامة وليست أول القصة وآخرها . أعرف أن الكثيرين قد لا يوافقوني ولكني لا أتصور مجموعة بلا رئيس : إن كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم ..... ولا يضيرني أن تكون المرأة هى القائد في بيتها هذا يخصها هى وزوجها ماداموا قد تراضوا على ذلك ..... ولكنى اقول وأنا امرأة قوية جداً ...... واقعية جداً ..... أني شخصياً أفضل أن أظل الرجل الثاني في ظل زوجي ...

.... وأنا أرى أن الشئ الوحيد الذى يضع حداً لكثير من الخلافات حول من سينفق ؟؟ وكم ينفق ؟؟ هو الاتفاق .. من قبل أن تقع الفأس في الرأس كما يقول المثل .... مثلاً قبل الزواج : يشترط عليها عدم العمل .... أو يشترط عليها اذا عملت أن يتشاركا في المصاريف بكامل مرتبها .. أو بجزء منه .... ولها أن تقبل أو ترفض هذا الزواج ... ولكن اذا قبلت فلا يجب أن تحيد عن الاتفاق الذي يصبح بمثابة من شروط صحة عقد زوجيتهما

ولكن ماذا لو كان المال من ميراث ؟؟؟؟
هذا ما يختلف الرأي فيه عندي .. وأرى أنه لا يجوز عليه أي اتفاق . فالميراث هو ما يتركه الأهل لأبنائهم .. وهو يأتي مرة أو مرتين في العمر ..... والأهل وكلنا أهال نتصور دائماً أن ما نتركه لأبنائنا سيكون معيناً لهم بعد فضل الله عليهم في اجتياز محن الأيام ... فهل تعطيه المرأة لزوجها ؟؟؟؟

عندي ثلاث سيناريوهات مختلفة للإجابة :

السيناريو الأول :
لها أن تعطيه بالكامل لبيتها وزوجها وأبنائها إنفاقا ... على أن يكون لها نية ... وهذه النية هي أنها تفعل ذلك لوجه الله تعالى لا تريد منهم جزاء ولا شكورا .... فتعين زوجها على مشروع أو عمل تجاري أو بناء بيت أو مصاريف تعليم للأبناء ... أو أي شئ مما يطرأ في البيوت على شرط أن تحتسب الإنفاق راجية من الله تعالى العطاء الكريم ... فما من شئ أفضل عند الله من درهم تم إنفاقه على العيال
وفي هذه الحالة ...حين يتقدم العمر ... لو وجدت من الزوج والأبناء التقدير والتكريم والمحبة فقد فازت بالحسنيين .... رضا الله وسعادة الدنيا مع أهل بيتها ..... أما إذا حدث أن تركها زوجها- وهذا يحدث كثيرا في هذا الزمان - أو أساء إليها بدليل من ضربها للمطالبة بحقها ... أو لم يبرها الأبناء فلن يكون في القلب غصة مريرة ولا ندم على الاتفاق لأنه كان أساساً ابتغاء وجه الله الكريم ... ورب العباد لا يضيع من أقرضه ... سيعوضها خير مما كأن أي بشر- مهما علا مقامه- قادر أن يعطيها .

السيناريو الثاني :
لا تعطي زوجها ... من أموال ميراثها أي تعريفة أو فلس ... سموا ما شئتم من العملات .... ولهما أن يتعاملا براتبها حسب اتفاقهما الأول ..... ولا أجد له حقا أن يطالبها بميراثها فهذا حقها من أهلها ولا شأن له به ..... وهى حرة وقتها أن تدخل في مشروع أو شراكة أو بنك إسلامي به .. وهى حرة ايضا أن تنفق بعض ما يدره من ربح على نفسها او اولادها ..... في أي وقت تشاء وكيف تشاء ....

السيناريو الثالث :
ما أنصح به أحياناً حين يضيق العيش ...أن تنفق منه الهوينا الهوينا ...... خوفاً من يوم تجد نفسها مطرودة من المنزل وقد حلت محلها سنيورة صغيرة السن في قلب زوجها .... فتصبح المصيبة مصيبتين ... لا مال ولا رجل. سامحوني إذا كنت واقعية أكثر من اللازم ولكن هذا يحدث ونراه ....
ووجود المال لا يلغي الغصة ولا يشفي الآلام ... ألم الهجر أو الإساءة ولكن على الأقل تجد كل امرأة بلغت من العمر ما قد لا يسمح لها برجل آخر يحتويها ... ما ترتكز عليه في بناء حياة جديدة .... مش يبقى موت وخراب ديار
ارجو أن أكون أوضحت وجهة نظري .....

د. نعمت عوض الله
كاتبة ومستشارة اجتماعية وتربوية

[الشريفة الهاشمية]

وسام احسنت الاختيار

موضوع رائع ومهم

الف شكر لك

[عاشقة الرسول]

موضوع رائعه اخونا وسام


اسفه على التأخير