#1
|
|||||
|
|||||
![]() جدة بين السماء والأرض
صلينا الاستسقاء، وانهمر المطر، وتجدد أمر الكارثة، بسبب عدم حسن الاستقبال وتأكد الناس من أن الثابت في الإشكالات التي حدثت أنها إشكالات ليست وليدة اللحظة لولا أن الشرع الحنيف نهى عن التطير ـ التشاؤم ـ، لتطيرت مع أهل جدة من نزول أي قطرة مطر في أي يوم أربعاء. ولكنه الشرع الذي لا تسعني أبداً مخالفة تعليماته. إشكالات أمطار جدة متعددة، والكتابات عنها متنوعة. لقد دون الناس ذكرياتهم عن (سيل الربوع)؛ أربعاء ربيع عام 1360هـ/1941م، وأربعاء عام 1368هـ/1949م، وأربعاء ذي القعدة عام 1388هـ/1969م. وكتبوا كثيراً عن (طوفان) أربعاء حج عام 1430هـ/2009م، ولا شك أنهم سيكتبون أكثر عن أربعاء صفر عام 1432هـ/2011م. قصص الغرق بطوفان المطر من أكثر الحوادث التي ذكرتها الأديان السماوية، والحضارات البشرية، والأساطير المختلفة. والقرآن الكريم فرّق بين كلمتيْ المطر والغيث، وتعارف الناس على "أن المطر له محب وله كاره"، مما يعني أن كلمة المطر تحتمل معنى الخير ونقيضه. الناس تصلي صلاة الاستسقاء، وتطلب بصلاتها السقيا من الله، وللأسف إذا ما أجابهم وسقاهم، انقسموا إلى أقسام؛ قسم لا يحسن استقبال الإجابة ـ سأذكرهم آخر المقال ـ . وقسم يتمنى ـ وهو يصلي ـ عدم تحقق الطلب. وقسم يؤول حدوث الإجابة بأنها نقمة، وهؤلاء تحديداً لديهم فكرة واحدة لا تتغير، ملخصها أنه: "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة". مع العلم أن هذه الكلمات النثرية المستخدمة، في كل صغيرة وكبيرة، لا أصل لها مطلقاً. وأنه ليس بالضرورة أن يكون مرد كوارث الناس إلى النقمة أو السيئات، فالله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمنين ليمحصهم ـ يختبرهم ـ : {إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القومَ قرحٌ مثلُه وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلمَ الله الذين آمنوا ويتخذَ منكم شهداءَ والله لا يحب الظالمين* وليمحصَ الله الذين آمنوا ويمحقَ الكافرين* أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلمِ الله الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين} ـ سورة آل عمران ـ وعن سيدنا سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بمسجد بني معاوية؛ دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف فقال: سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة ـ القحط العام ـ ، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها". رواه مسلم. والمعنى أن الأمة بمجموعها محفوظة من القحط والغرق، وأن بعضها قد يمتحن، وأن من امتحنه ربه، ليس عليه إلا أن يلجأ إليه وحده. في هذه المرة تحديداً صلينا الاستسقاء، وعرفنا أكثر من أي وقت مضى بقرب نزول المطر، وفعلاً انهمر المطر، وتجدد أمر الكارثة، بسبب عدم حسن الاستقبال ـ كما ذكرت آنفاً ـ وتأكد الناس جميعاً من أن الثابت المهم في الإشكالات التي حدثت في السنوات المتأخرة أنها إشكالات ومصائب ليست وليدة اللحظة، أو الصدفة. فهي تراكمات سابقة لمجموعةٍ من العوامل؛ كالخلف في المواعيد، وخراب الذمم، وسوء التصرف، وعدم الكفاءة، والاعتداد السلبي بالرأي، والاعتماد على الحدس غير العلمي، والخلل الواضح في اعتماد المشاريع، وتأخر تسليمها، ومركزية الصرف عليها. هذا يعني أن إشكالات جدة ليست في السماء، إنما إشكالاتها في الأرض. وليس لنا لتجنب أي طوفان قادم، إلا الضرب بيد من حديد، على كل من (سولت) له نفسه ـ قديماً ـ، أو (ستسول) له نفسه ـ مستقبلاً ـ حدوث ما حدث، أو سيحدث. |
#2
|
||||
|
||||
![]() سبحان الله كل بامر من الله تعالى
المطر رزق من الله تعالى وحدوثه سبب لاظهار اشياء لا يعلمها غير الله تعالى شكرا لكم على المقال
__________________
الليل وما ادراك ما الليل الليل معزوفه يسمعها قلبي وتتراقص عليها ادمعي الليل اعتبره حبيبي الذي لا يفارقني فهو الذي يمسح دمعتي ويهدئ من روعي |
#4
|
|||||
|
|||||
![]() جزاكي الله خير يا لالا .. الله ما يحرمنا من الابداع .
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ دروس الروحه على الرابط التالي |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|