#1
|
|||||
|
|||||
![]() يمكن القول إن أهم حقوق الجنين، حق إثبات الأصل عن طريق النكاح الشرعي، الخالي من الموانع الطبية، والبعيد عن درجات القرابة؛ وخصوصاً الأولية منها
شجعتني ردود الأفعال على مقالي السابق: (حقوق المولود بين التفصيل والإجمال) على أن أكتب في ذات الموضوع، ولكن من جهة سابقة له. بداية أنقل ما ذكره أستاذ علم التشريح والأجنة في جامعة تورنتو (University of Toronto) بكندا؛ د. كيث مور (Keith Moore) مؤلف الكتاب الشهير؛ (The Developing Human) عندما طالع قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسنُ الخالقين)؛ قال: "إن التعبيرات القرآنية عن مراحل تكون الجنين في الإنسان لتبلغ من الدقة والشمول ما لم يبلغه العلم الحديث، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا كلام الله، وأن ـ سيدنا ـ محمداً رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ". المراحل القرآنية؛ نطفة، علقة، مضغة، عظام، لحم، خلق كامل؛ تتحسسها الأم كاملة ـ (..وهناً على وهن..) ـ ويشعر الأب ببعضها من خلال تحرك الجنين داخل رحم أمه، ويدرك تفاصيلها الأطباء، ويتحدث عن مختلف آثارها الفقهاء. من خلال البحث والقراءة في هذا الموضوع يمكن القول بأن أهم حقوق الجنين، حق إثبات الأصل عن طريق النكاح الشرعي، الخالي من الموانع الطبية، والبعيد عن درجات القرابة؛ وخصوصاً الأولية منها. ومن جنس هذا الحق حق إثبات النسب؛ فالشريعة تمنع الحامل من الزواج حتى تضع حملها حفاظا على هذا الحق. قال تعالى:(..وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن..). ومن حقوق الجنين المؤكدة؛ الإحسان إليه، وعدم إيذائه. قال تعالى: (..لا تضار والدةٌ بولدها، ولا مولود له بولده..). وفي الحديث:"الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من سعد في بطن أمه". وفي هذا السياق يذكر المتخصصون أن الأبحاث الراهنة أثبتت أن الجنين يفرح لفرح أمه، ويحزن لحزنها، ويسمعها ويرتاح لصوتها، ويتضرر من تدخينها، بل ومن بعض مأكولاتها. ومن حقوق الجنين الهامة عدم إسقاطه من غير سبب شرعي يقرره الفقهاء والأطباء. ومعروف أن الشريعة تحرم الميراث على الجاني إذا جنا على الجنين للاستيلاء على ميراثه. ومن حقوق الجنين المهمة حقه في العيش الكريم داخل رحم أمه المطلقة؛ فقد ألزمت الشريعة الزوج بدفع نفقة مطلقته الحامل. قال تعالى: (..وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن..). ويشمل هذا الغذاء والدواء، والمسكن والملبس؛ حماية للجنين من الأمراض والانفعالات. ومن الحقوق الصحية للجنين إباحة إفطار أمه الحامل والمرضع. ومن الحقوق أيضاً حقه في إرجاء العقوبة عن أمه، وعدم تحميله وزر أمه المخطئة. "اذهبي حتى تضعي حملك". وكذلك من حقوق الجنين؛ الحق المالي، فالجنين هو من جملة الورثة، والوصية له صحيحة، والوقف عليه مقبول، ويرث من مورثه فيما لو توفي قبل ولادته. ومن حق الجنين عصمة نفسه، ومن قتلها عليه دفع الدية "الغرة". ومن حقوقه أنه إذا استهل "بكى" ثم مات، يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، واختلفوا في حكمه إذا لم يستهل، واتفقوا على لفه في خرقة ودفنه. وأخيراً من الحقوق (التي أتمناها) للجنين أن يتم السماح، بل الإلزام بتجميع دم حبله السري فور ولادته، حيث إنه أهم مصادر الخلايا الجذعية التي قد تنقذه بأمر الله من الجلطات والسكري والرعاش والخرف وأمراض المفاصل وغيرها. عبدالله فدعق http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleId=5084 |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|