#1
|
||||
|
||||
![]() بـ س ـم الله الرح ـمن الرح ـيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذهـ المرة سأوجه إليكن سؤالاً قد يبدو غريباً للوهلة الأولى ... ولكن من المهم أن تعرفي جواب هذا السؤال ، نفـ س ـك الداخ ـلية تـ ش ـبه ماذا من الطبـ ي ـعة ؟؟!! فهل تأملتي نفسكِ من الداخل ؟ ولو للحظة قفي واعرفي ما أنتِ عليه ، فإن ما تتصوريه عن نفسكِ بالداخل ينعكس عليها بالخارج ، فلتكن نفسكِ الداخلية صورة جميلة تنعكس على حياتكِ الخارجية فتجعلها رائعة بكل المعاني ومن كل الجوانب ، ابحثي في الطبيعة وابحثي في كل ما حولكِ عما يشبه نفسكِ الداخلية ، شجرة ، بحر، وردة ، نجم ، كتاب ، دخان ، حجر ، ثلج ، كرسي ، إسفنجة ، قلم ، دمية ، جرح ، مرض ، ابتسامة ، شمعة ، نحلة ، فرشاة ، بلسم .. .. الخ . كثيراً ما ترددت علينا قصة تلك الفتاة التي اجتمعت عليها بعض متاعب الحياة فشكت ذلك إلى أمها ، عندها وضعت الأم كلاً من : الجزرة وحبة البن و البيضة لتغلي على النار وأفهمت إبنتها " أنكِ من الداخل يا ابنتي كأحد هذه الثلاثة التي مثلتُ لكِ بها، فأيهما أنتِ عند خوضكِ في معترك الحياة ؟ وكيف هو تحملكِ لما تواجهينه فيها ؟!!" .. أجل .. فنفسكِ من الداخل قد تكون كل شيء رائع وفي الوقت نفسه قد لا تكون أي شيء !! أليس منا من تعتبر نفسها الداخلية أنها عالم من الإبداع المتجدد فهي كالبحر الذي يزخر بالدرر واللآليء ولا تبخل بها على من حولها بل تنثرها لهم ليستفيدوا من إبداعها ويزداد عطائها .. منا من ترى نفسها الداخلية شجرة تنتج أطايب وألذ الفاكهة ، فهي تستمتع بأن تُذيق الآخرين ما تنتجه أفكارها من ثمار طيبة ، لذيذة ومفيدة .. ومنا من نفسها الداخلية أدوات هندسية فهي كالفرجار يدور حول محور أفكاره ثم يرسم زاوية منفرجة لتُمتع كل من حولها بابتكاراتها الجديدة النافعة .. ومن الناس من داخل نفسها بلسم لجروح الحياة ، فأينما حلّت ضُمّدت الجراح وخُففت الآلام .. وكم تُزعجني تلك الإنسانة التي سمحت لنفسها الداخلية بأن تكون دمية تلعب أدواراً ساذجة في مسرح الحياة .. فرقٌ شاسع بين تلك النفس التي داخلها شمعة تحترق وتضحي بالكثير لتضيء للآخرين حياتهم ، فصاحبة هذه النفس هذه الشمعة تقدم أقصى ما يمكنها تقديمه لمن حولها وتضحي ببعض حظ نفسها من أجل الآخرين ، فهي شمعة تنير درب الحياة حين يُظلم على الآخرين فتسعد بسعادتهم ؛ فرقٌ شاسع بين من كانت تلك نفسها ومن كانت نفسها الداخلية قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة ، فما تقوم به من فتنة كفيلٌ بأن يُدمر علاقة صداقة طيبة امتدت لسنين عديدة !! فكما أن حقيقة تفجير القنابل إزهاق الأرواح فالفتنة تُفرق تلك الأرواح وتُدمر الود الذي كان بينها أحياناً قد تشعر أحدانا بينما هي تفكر في أمر يُسعدها ويُبهجها أن بداخلها حديقة غنّاء وسربٌ من الفراشات الملونة يُحيط بها ، ، في الوقت نفسه قد تمر إنسانة منا بصدمة أو إحباط فتغدو نفسها الداخلية كإناء محطم ، بعض المحطمات أولئك ترمم هذا الإناء الذي تحطم بداخلها وتُحاول إعادته أفضل مما كان عليه ، بينما هناك من تستسلم وتترك نفسها بالداخل فوضى متمثلة في الحطام فتخسر وتتحطم أكثر وأكثر فما نفسها خارجياً إلا انعكاساً لداخلها .. والبعض ترى أن نفسها بالداخل مثلها مثل ذلك الكرسي الذي تجلس هي عليه فهي لا مانع لديها من أن تُذل وتُسحب إلى حيث يريد الآخرون !! ومن ثم ترضخ لأمرهم فهم جلوس على شخصيتها ، ، ولا تبتعد عنها كثيراً من مثلها مثل مقبض الباب يديرها الناس كيفما شاءوا فلا رأي لها ولا شخصية .. أيضاً قد نصادف في الحياة من نفسها الداخلية ما هي إلا إسفنجة لا تمتص سوى كل ما هو سيء فتجدها تُقلد الفاشلين الضالين ؛ بل قد تكون على صواب لكنها تمتص ممن حولها الإنتقادات الساخرة المحبطة فتفشل بسبب ما تشبع به عقلها من أوهام ومخاوف لا وجود لها على أرض الواقع .. وهناك من أصابها الإعجاب بنفسها والزهو فهي محتقرة لغيرها جاهلة حقيقة نفسها الداخلية ، فهي مجرد دخان تعلو بنفسها بينما هي وضيعة ، ، بالمقابل نجد من ترى نفسها من الداخل أنها نجم لامع في سماء هذه الدنيا ومع ذلك فهي تريد أن يهتدي بها من حولها إلى سواء السبيل ، فتريها تتواضع وتساعد غيرها للرقي والوصول إلى ما هي عليه فتزداد رفعة وعلواً ، ، فتلك هي النجمة بحق .. قال الشاعر في ذلك : تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولا تـكُ كالـدخــان يعــلو بنفسـه على طبقات الجو وهو وضيع أياً كانت نفسك الداخلية تشبهه فاسعى إلى تطويرها و السمو بها نحو الأفضل . ولا تجعليها تشبه إلا ما هو رائع .. مفيد .. وممتع لتستمتعي بحياتك !! |
#2
|
|||||
|
|||||
![]() بالمقابل نجد من ترى نفسها من الداخل أنها نجم لامع في سماء هذه الدنيا
ومع ذلك فهي تريد أن يهتدي بها من حولها إلى سواء السبيل ، فتريها تتواضع وتساعد غيرها للرقي والوصول إلى ما هي عليه فتزداد رفعة وعلواً ، ، فتلك هي عاشقة بحق ![]() واو روعه
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ دروس الروحه على الرابط التالي |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|