#1
|
|||||
|
|||||
![]() وعن أُمِّ المُؤْمِنِينَ ميمُونَةَ بنْتِ الحارِثِ رضي اللَّه عنها أَنَّهَا أَعتَقَتْ وليدةً وَلَم تَستَأْذِنِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فلَمَّا كانَ يومَها الَّذي يدورُ عَلَيْهَا فِيه ، قالت: يا رسول اللَّه إِنِّي أَعْتَقْتُ ولِيدتي ؟ قال : « أَوَ فَعلْتِ ؟ » قالت : نَعمْ قال : « أَما إِنَّكِ لو أَعْطَيتِهَا أَخوالَكِ كان أَعظَمَ لأجرِكِ » متفقٌ عليه .
الشرح : •.¸ ¸.•°°•.¸.• الحديث فيه مسألة فقهية مهمة : هل يجوز للمرأة أن تتصرف في مال زوجها بغير اذن منه أم تستأذن ؟ بعض العلماء قالوا عليها الإستئذان والبعض الآخر قال لا . قصة سيدتنا ميمونة رضي الله تعالى عنها أنها أعتقت وليدة ( أمة ) ولم تستأذن من الرسول صلى الله عليه وسلم . ومن القصة استفاد العلماء بأنه يجوز للمرأة أن تتصرف في مال زوجها بدون اذنه في الأمور الخيرية ) . قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : « أَما إِنَّكِ لو أَعْطَيتِهَا أَخوالَكِ كان أَعظَمَ لأجرِكِ » ، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لها لو أعطيتي هذا المال لأهلك وأرحامك لكان أفضل . قال لها ذلك صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم بأن أهلها أكثر حاجة وأكثر فقراً . هذه واقعة عين على أن أهل السيدة ميمونة رضي الله تعالى عنها مستحقين أكثر . الأرحام وصلتهم أولى من العتق . الصدقةعلى المساكين صدقة ، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة . العتق في مجموعه أفضل من الصدقة ، ولكن إذا علم الإنسان أن فلان من أهله يستحق أكثر وبحاجة إلى المال فهنا نقول تقديم الصدقة على العتق أولى . *°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°* وعن أَسْمَاءَ بنْتِ أبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي اللَّه عنهما قالت : قَدِمتْ عليَّ أُمِّي وهِي مُشركة في عهْدِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَاسْتَفتَيْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قلتُ : قَدِمتْ عَليَّ أُمِّى وَهِى راغبةٌ ، أَفأَصِلُ أُمِّي ؟ قال : « نَعمْ صِلي أُمَّكِ » متفق عليه . وقولها : « راغِبةٌ » أَي : طَامِعةٌ عِندِي تَسْأَلُني شَيئاً ، قِيلَ : كَانَت أُمُّهَا مِنْ النَّسبِ، وقِيل: مِن الرَّضاعةِ والصحيحُ الأَول . الشرح : •.¸ ¸.•°°•.¸.• السيدة أسماء رضي الله تعالى عنها كانت أول فرحة للنبي صلى الله عليه وسلم عندما ولدت في المدينة وكان ابنها أول مولود من المهاجرين في مدينة الأنصار . السيدة أسماء وابنها سيدنا عبدالله بن الزبير رضي الله تعالى عنهم دفنوا في مكة المكرمة . أم السيدة أسماء رضي الله تعالى عنها اسمها قيلة . في بعض الروايات أن السيدة أسماء رضي الله تعالى عنها لم تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم وانما قالت لسيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها أن تسأله . (( راغبة )) : أم السيدة أسماء رضي الله تعالى عنها جائتها راغبة في أن تصلها وتعطي لها مالاً . السدة أسماء رضي الله تعالى عنها استفتت الرسول في صلة أمها ، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بصلتها حتى ولو كانت على غير الاسلام لأن لها حق القرابة . *°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°* وعن زينب الثقفِيَّةِ امْرأَةِ عبدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي اللَّه عنه وعنها قالت : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « تَصدَّقنَ يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ولَو مِن حُلِيِّكُنَّ » قالت: فَرجعتُ إِلى عبدِ اللَّه ابنِ مسعودٍ فقلتُ له : إِنَّك رجُلٌ خَفِيفُ ذَات اليَدِ وإِنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قدْ أمرنا بالصدقةِ ، فأْتِه فاسأَلْهُ ، فإن كان ذلك يُجْزِئُ عنِّي وَإِلاَّ صَرَفُتَهَا إِلى غَيركُمْ . فقال عبدُ اللَّهِ : بَلِ ائتِيهِ أَنتِ ، فانطَلَقْتُ ، فَإِذا امْرأَةٌ مِن الأَنَصارِ بِبابِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حاجَتي حاجتُهَا ، وكان رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قد أُلقِيتْ علَيهِ المهابةُ . فَخَرج علينا بلالٌ ، فقُلنَا له : ائْتِ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ امْرأَتَيْنِ بِالبَابَ تَسأَلانِكَ : أَتُجزِئُ الصَّدَقَةُ عنْهُمَا على أزواجِهِما وَعلى أَيتَامٍ في حُجُورِهِمَا ؟ وَلا تُخْبِرهُ منْ نَحنُ ، فَدَخل بِلالٌ علَى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَسأَلَهُ ، فقال لهُ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم « من هما ؟ » قَالَ : امْرأَةٌ مِنَ الأَنصارِ وَزَيْنبُ . فقالَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم «أَيُّ الزَّيانِبِ هِي ؟ » قال : امرأَةُ عبدِ اللَّهِ ، فقال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « لَهُمَا أَجْرانِ : أَجْرُ القرابةِ وَأَجْرُ الصَّدقَةِ » متفقٌ عليه . الشرح : •.¸ ¸.•°°•.¸.• زينب الثقفية زوجة عبدالله بن مسعود وهي امرأة غنية لديها مال . ((حُلِيِّكُنَّ )) و ((حُلِيِّكِنَّ )) كلاهما صحيح . ((خَفِيفُ ذَات اليَدِ )) : لم تقصد به التهكم وانما أرادت به الواقع لتخبر زوجها بأن هو ليس لديه ما يكفيه من مال وهي لديها ما يكفيها لتعطيه إن أراد . النساء في المدينة كانوا أغنى من الرجال . امرأتين : واحدة زوجة بن مسعود ، والأخرى زوجة أبو مسعود . (( المهابة )) : هوتفسير لفعل المرأة التي كانت ترتعد فرائسها عند رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ، فالمهابة من عند الله ، ويسميها العلماء الجلال والرسول صلى الله عليه وسلم يتجلى بالجلال مع الجمال ، والمهابة هي التي لا تدعو إلى أمر غير شرعي كما فعل النسوة بتقطيع أيديهن عندما رأين سيدنا يوسف عليه السلام . ((فَخَرج علينا بلالٌ )) : سيدنا بلال صادف وجوده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالمشهور أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن لديه بواب أو حاجب أو أحد يمنع الناس دخول بيته . ((وَلا تُخْبِرهُ منْ نَحنُ )) : حياء من الرسول صلى الله عليه وسلم . فائدة من العلماء : المرأة جائز لها أن تخرج من زكاتها لزوجها ، ولكن هو لا يجوز له إخراج زكاته لها لأن الإنفاق عليها واجب عليه ، وهي غير واجب عليها الإنفاق عليه . لابد من تحرير الصدقات وانفاقها لوجه الله تعالى . صلة الأقارب بالصدقة يحصل بها أجران : أجر الصدقة ، وأجر الصلة . *°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°* وعن أبي سُفْيان صخْر بنِ حربٍ رضي اللَّه عنه في حدِيثِهِ الطَّويل في قصَّةِ هِرقل أَنَّ هِرقْلَ قال لأَبي سفْيان : فَماذَا يأْمُرُكُمْ بِهِ ؟ يَعْني النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : قلت : يقولُ: « اعْبُدُوا اللَّهَ وَحدَهُ ، ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، واتْرُكُوا ما يقُولُ آباؤُكمْ ، ويأْمُرُنَا بالصَّلاةِ ، والصِّدْقِ ، والعفَافِ ، والصِّلَةِ » متفقٌ عليه *°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°* وَصَلَّى الله تَعَالَى عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلى آلِه وَصَحبِه وَسَلِّم |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|